حينما استوت على الجودي ورست باسم الله، هبط ركابها بسلام وبركات، وكان أمر الله لنبيه نوح عليه السلام، أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين من كافة المخلوقات. فكان في مشهد خروجهم بعد الطوفان العظة والعبرة والAايذان بميلاد ثان لكافة الكائنات0 تضمن المشهد دعوة لتعمير الأرض والبدء من جديد، وحمل تفاصيل كثيرة استغرقت نحو سبع سنوات ليدونها الفنان محمد هارون بريشته على لوحة تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 40 مترا، حيث يصل عرضها 16 مترا وطولها مترين ونصف المتر، لتكون واحدة من أكبر اللوحات الفنية التي تتحدث عن مشهد واحد فقط من قصة سيدنا نوح. تفاصيل كثيرة ودقيقة، دفعت هارون لدراسة ومراجعة عدد من الكتب والموسوعات والأفلام الوثائقية، حتى لا يغفل أياً منها، فحرص على ضمها جميعاً إلى اللوحة، لتتميز عن غيرها من الأعمال الموثقة لقصة نوح بكثرة التفاصيل وعلي مساحة كبيرة لتريح عين المشاهد. استهلكت اللوحة أيضاً كماً كبيراً من الألوان لتنفيذها، فقد ضمت صوراً لكافة المخلوقات و35 رجلا و35 امرأة هم قوام ركاب سفينة نوح بحسب قراءات الرسام. يسعى هارون لوضع اللمسات الأخيرة لعمله في غضون شهرين والبدء في إجراءات التقدم لموسوعة جنيس للأرقام القياسية. كما يتجه الفنان إلى الاستمرار في تدوين مشاهد من قصص القرآن الكريم كما سبق له ودون مشهد لهدهد سليمان وملكة سبأ.