قضية لاينقطع الجدل حولها ابدا... أيهما أفضل الام العاملة أم التى لاتعمل وتتفرغ للبيت والاولاد؟ هل حقا ابناء المرآة التى لاتعمل خارج البيت يعيشون أفضل من ابناء المرآة العاملة. آثارت الكاتبة الامريكية ليزلى بينيتس هذه القضية فى كتابها الذى صدر مؤخرا بعنوان «غلطة المرآة»، وإستندت فيه على 1 عدد من الابحاث الاجتماعية التى أجريت على الأسر التى تعمل فيها الام وأخرى تفرغت فيها للبيت والاعتماد الاقتصادى الكامل على الزوج. وتقول ليزلى فى كتابها انه اذا اعتبرنا ان قضية عمل المرآة مسألة اختيارية، وهو ليس حقيقى فى معظم الاحيان لان الظروف الاقتصادية الصعبة التى تجتاح العالم تحتم عمل المرآة لتدردخلا اضافيا للأسرة، فالنراقب اسلوب حياتها وتعاملها مع الزوج والاولاد، هل هذه المرآة تكون أفضل من التى تعمل. الحقيقة أن كل الابحاث التى أجراها علماء النفس والاجتماع لم تثبت بأى حال من الاحوال أن ابناء الام المتفرغة يكونوا فى حالة أفضل.. والسبب هو ان هذه المرآة تنحسر حياتها داخل دور واحد هو رعاية الأسرة وهى تعتمد على الزوج بالكامل من حيث الدخل والانفاق، مما يشعرها مع الوقت بالاحباط والانعزال عن العالم الذى يعيش فيه الزوج والابناء وتقل خبرتها فى التعامل مع الناس وفى مواجهة المشاكل والازمات. كما ان حالتها النفسية تزداد سواء كلما كبر الابناء وقل الاعتماد علهيا، فتشعر ان حياتها مليئة بالفراع ويتحول اهتمامها الى مراقبة زوجها وأبناءها لدرجة مبالغ فيها وهدا ينعكس سلبا على علاقتها بافراد أسرتها. وتؤكد الكاتبة ان المرأة العاملة يكون علهيا عبء اكبر وتبذل جردا مضاعفا لكى تقوم بواجباتها داخل البيت وخارجه الا أن حالتها النفسية تكون أفضل لأنها يكون لديها فرصة تحقيق الذات من خلال النجاح فى العمل وتشعر بالامان والاستقرار المادى عندما تكون قادرة على كسب العيش. وهذه المرآة التى تكون اكثر تفتحا وخبرة تتعاظم قدرتها على التواصل مع زوجها وأولادها. كما أن الام الناجحة تعطى مثلا طيبا لابناء على قيمة العمل وتحمل المسئولية مما ينمى فيهم الاحساس بالمسئولية. وتقول ليزلى ف يكتابها ان المرأة التى تؤجل الالتحاق بالعمل حتى يكبر الابناء تقع فى خطأ جسيم، لان تقدمها فى السن يجعل اقتحام سوق العمل مسألة شديدة الصعوبة والام الناجحة، كما تراها، هى التى تستطيع أن تحقق التوازن بين دورها كأم وزوجة وبين عملها خارج البيت وهذا يتطلب التفاهم بين جميع أفراد اسرتها ليقدموا لها العون عندما تكون ف يحاجة اليه! واذا كنا لانستطيع أن نتقاضى عن دور المرآة فى تنمية مجتمعها وأهمية العمل بالنسبة لها على المستوى الشخصى الا اننا لاننكر ضرورة ان تتفرغ الام لرعاية أولادها فى السنوات الاولى من عمرهم خاصة اذا كانت غير قادرة على الاعتماد على شخص آخر موثوقا فيه ولاشك أن قدرتها على التوفيق بين عملها وبيتها يتوقف الى حد كبير على طبيعة عملها ومرونة مواعيده. وكان الله فى عون الام التى تضطر الى العمل فى أى ظروف لتوفير دخلا لاسرتها إنها تكون حقا مهمة شاقة تحتاج الى تعاون كل أفراد الأسرة.