ونحن نحتفل بعيد الأم أقول إن آيات القرآن جاءت صريحة وواضحة فى تكريم الوالدين «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا»، ويقرن الله تعالى هذا الإحسان بقوله فى آية أخرى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا». وبعد ذلك جاءت الآيات التى تحث على تكريم الأم، خاصة لما تقوم به من أجل وليدها حملا وإرضاعا ورعاية، وما كانت تتكبده من أجل هذه الرعاية، وسرعان ما تنسى الأم آلام الحمل والرضاعة فى بحر حبها لوليدها. يقول الحق تبارك وتعالى «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين»، ويبرز الله شأن الأم فى آية أخرى «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها». ونأتى لحنان أم سيدنا موسى عندما ولدته فى مصر وخافت عليه من بطش فرعون الذى كان يقتل كل مولود ذكر لأن الكهنة أخبروه بأنه سوف يولد طفل فى العام الذى ولد فيه موسى سيكون سببا فى دمار ملك فرعون... فانزعجت أم موسى وأصابها الهلع لكن الله كان رحيما بها وأعاده إليها... والقصة معروفة فى القرآن «فرددناه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن»، ثم ما حكاه القرآن الكريم عن مولد سيدنا المسيح وكلامه فى المهد قائلا: «وبرا بوالدتي..». وجاء الإسلام ليضع الأم فى مكانها اللائق بها، فتذكر السنة المطهرة أن أحد الناس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، ثم من؟ قال: أمك، ثم من؟ قال: أمك، ثم من؟ قال: أبوك»، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يجاهد فى غزوة من الغزوات فقال له الرسول الكريم: ألك أم؟ قال الرجل: نعم.. قال الرسول: ألزمها فإن الجنة عند رجلها. وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله إن أمى ماتت، ولم تحج أفأحج عنها؟ قال الرسول: نعم... أرأيت إن كان على أمك دين أكنت تقضيه؟ قال الرجل: نعم، قال الرسول: فدين الله أولى بالأداء. هذا هو بر الوالدين فى الإسلام للأحياء وللأموات يقول الله: «وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا»، فإذا كانت الأسرة هى نواة المجتمع، وكانت أخلاق الأبناء فى البر بالآباء هكذا، فهل يظهر فى المجتمع الاسلامى داعش أو بوكوحرام والله إن امثال هذه العصابات صناعة إسرائيلية وأمريكية... واعتبروا يا أولى الابصار. محمود كمال موجه عام سابق فى التربية والتعليم