هل قابلت واحدا من ذوى الإعاقة اليوم؟ هل صادفته وأنت فى طريقك للعمل أو الجامعة أو المدرسة؟ هل لمحت ذلك الحزن الدفين فى عينيه الممزوج بالإصرار والتحدى؟ هل رأيت تلك الابتسامة التى لاقت حيزا كبيرا من المعاناة من أجل الخروج إلى النور؟ البعض يتجاهله والبعض ينظر إليه نظرة عابرة مزينة بالشفقة وكأنه بذلك أتم واجبه نحوه وهو يحمد الله فى سريرته انه عافاه مما ابتلى به الآخرين. عدد لا بأس به هم من يأخذون زمام المبادرة ويتقدم للمساعدة من أجل الواجب وليس الحب.. وقلة قليلة جدا من منحهم الله نعمة الإحساس بالآخر وهم من يشعرون بآلامه ومعاناته التى لن تنقطع طالما نعيش فى مجتمع بلا رحمة، مجتمع لا يرحم فيه القوى الضعيف ولا الغنى الفقير، ولا من أعطاه الله وافرا من الصحة يرحم الضعيف. لكن هل تعلم أن ابتسامتك فى وجهه أخيك – فى الإنسانية - تعنى له الكثير، وتحمل بين طياتها رسالة تقول: (أنا معك)، نعم أنا معك ضد كل من يهمشك ويحاول أن يخرجك من إطار الحياة ..أنا معك ضد كل من يهينك وينقل صورة تخالف حقيقتك وإرادتك وصمودك وتغير من ملامح روحك ضد ثقافة مجتمع فشلت كل آليات التطور فى تغييرها، ابتسامتك تعنى اعتذارا منك عن الصورة التى ينقلها لنا الإعلام عنهم فى أفلامه، فما زال يصور ذوى الإعاقة معقدا وشحاذا ولصا، لم يتغير شىء، ولم ينظروا إلى الإصرار والطموح ولا لمقاومة الظروف القاسية التى يخوضها كل ذى إعاقة فى حياته. ابتسامتك للمعاق تعنى، أنا معك ضد كل من أستخف بمشاعرك ومعاناتك وصراعك الدائم من أجل الوجود صراع مع أرصفة الشوارع وسائل المواصلات وراتب زهيد لا يكفى أبدا لحياة كريمة، وسلم موجود فى كل هيئة أو مؤسسة مع قلوب متحجرة عكازها مارد يسمى «الروتين « ابتسم وقل له أنا معك ليس لأنك معاق تستحق الشفقة .. بل لأنك إنسان تستحق الحياة.