اسبوع «معارك الكلاب» ، وأعتذر عن المدخل ،الذي رتبته المصادفة وحدها ،وتركتنا نستقرا التفاصيل . صحيح ثمة فروق ، بين معركة الكلاب الاولي ومعركة الكلاب الثانية ، من حيث الظروف الاجتماعية ، والاقتصادية ، بل والجغرافية ، باعدت بين معركة الكلاب الاولي ، والثانية ، لكن في النهاية ، الامر لافت وطريف وقابل للاستقراء ! المعركة الاولي عرفت باسم «كلب الأهرام» نسبة لاسم الشارع او موقعة «شبرا الخيمة». ، في المرحلة الاولي صور الأمر ، علي ان مشاجرة بين طرفين ، علي ما اذكر كل طرف او فريق اكثر من شاب ، فريق من الفريقين ، كان مدعما بالكلب «ماكس» ، كلب من النوع القوي العفي ، الوفي لصاحبه . احتدمت الخناقة ، وفار دم ماكس ، لما رأي صاحبه مشتبكا ، لم يكدب خبرا واندفع الي ساحة المعمعة ، مؤديا ما ارتاه واجبا في مثل هذه الاحوال ، وعقر الخصم (بعد ذلك سوف نعرف ان العضة وموضعها كانت السبب وراء التداعيات التالية) . كما يحدث في احوال مصرية مشابهة، تدخل اولاد الحلال لرأب الصدع ، وسعوا للصلح بين المتخاصمين، كلمة من هنا وكلمة من هنا ، وصلا معا الي ان «الصلح خير» ، ولكن ، «المعضوض» او الذي عقره «الكلب ماكس» كان له شرط رئيسي : ان يسلموه «ماكس» . سارت المفاوضات ، وانتهت بالموافقة من صاحب ماكس ، ان يسلم الكلب لمن عقره الكلب . في عرف البشر ، هذا وارد ، ولو انطوي علي قلة جدعنة ويمكن خيانة ، لكن هل يجوز الامر في عرف « مكس « ونظرائهم؟ اشك وان كان هذا ليس موضوعنا . تسلم الخصم - مقابل الصلح- الكلب ، ليقوم بذبحه ، وتقطيعه ، وسلخه ، علي الملا ، وسط الشارع وسط صيحات وصراخ يشي بشهوة انتقامية ، اقل ما يقال انها غير سوية . امر في منتهي القسوة والوحشية من اول الحكاية ، انت تلاحظ ان « الناس « تحل كل شيء بعيدا عن الحكومة ، كل واحد ياخد حقه بطريقته ، بكلب ، بسيف ، بعصاية ، بكلب ، لا الناس عاملة حساب للحكومة ، ولا الحكومة شايفة الناس ، وكل واحد وراحته . رجل يحتمي بكلب ، والناس لا تجد أمامها غير ان تاخد حقها بأيدها ، فقد اكتشفنا بعدها بايام ان صاحب الكلب وصديق له ، كان يستخدم الكلب في السرقة بالإكراه ، وفي التحرش بالبنات ، وغيره (ويوم الثلاثاء قضت المحكمة بالسجن المؤبد) بدت الصورة اكثر وضوحا ، الدولة « مسافرة» ، والناس بتمشي حالها ، من البداية ، والسيناريو ، سيناريو يخلو من اي دور للدولة ، محدش عامل حسابه ان الدولة ممكن تجيب له حق . المهم لما مزقوا الكلب إربا إربا ، علي رأي بتوع اللغة العربية ، كان هناك من يصور الوقائع ، لينشرها علي الفيس بوك . لتبدأ حلقة جديدة من معركة ، شبرا الخيمة او ماكس ، ولكن علي الناحية الاخري «من التل» . اخيرا ، وجد «ماكس» من يحتج لأجله ، وينظم وقفة احتجاجية : من اجل حقوق الحيوان ، وهم محقون ، لكن مجتمعا يسحق البشر ، هل يلام - بضم الياء وفتح اللام - علي ما فعله بماكس؟ لا قانون ، لا مع البشر ولا مع الحيوان .المهم في ذروة الوقفة الاحتجاجية التي تصدرتها سيدات وفتيات من علية القوم ، حملن اللافتات ، المنددة بما جري للكلب ومطالبة بالرحمة والرفق بالحيوان ، ومع ذروة الهتاف ، اخترقت الوقفة ، بوجهها الاصفر وطرحتها وجلبابها الاسود ، وعلي كتفها ابنها الرضيع ، او الذي ينبئ حجمه امام الكاميرا انه كذلك ، دخلت وسط الحشد صارخة وقد ادركت موضوع الوقفة : يعني لو الكلب كان روح ، ابني ده مش روح ؟ صرخت في الواقفين مستنكرة ، ثم راحت تلوح بورق للاشعة ، وتحكي عن صغيرها الذي عجزت عن مداواته ، وتيهها وفقرها وكذلك اصرارها ان تتذهب لوزير الصحة . كان الاكثر ايلاما في المشهد ،تلك الشقراء « التي راحت تبعد الست بجلافة ، وتهشها وتدفعها بعيدا عن «الوقفة الاحتجاجية» بترفع وعنجهية. الكاميرا سجلت، والمواقع علي الانترنت وسعت الدايرة ، ووصلت لقطة السيدة وابنها الي رئيس الوزارء ، الذي قابلها ووعدها بعلاج ابنها . لا اعرف لماذا لم يعد يريحني فكرة ان يقابل المسئول ، بعد الزفة الإعلامية طبعا ، صاحب الحاجة . جميل ان يلتقي ويحل ، لكنه حل دولة «مسافرة» ، بالصدفة تقابلها ، لو حصل . معركة الكلاب الثانية ، كان مسرحها نادي الجزيرة ، الذي يسمح بدخول الكلاب مع اصحابها ، والتنزه في منطقة كما جري العرف ، المهم كلب صغير وديع من النوع المعروف بالجريون ، تهور واندفع ، ناحية كلب من نوع شرس اسمه بيت بول ، هجم الثاني علي الاول ، اصابه اصابات بالغة (في النهاية مات الكلب الجريون) وانطلق نقاش بعدها بين اعضاء النادي الشهير علي الطبيعة وعلي الإنترنت . جزء من النقاش دار حول فكرة ان الحيازة تفرض مسئولية ، يعني واحد يقتني كلبا بمواصفات البيت بول ، الشرس عليه ان ياخذ الاحتياط الواجب ، ويضع كمامة للكلب ،ولانه لا يوجد قانون ملزم ، اصحاب الكلاب القوية رفضوا ان تكون الكمامة لكلابهم وحدهم ، وطالبوا بتطبيق القاعدة علي الجميع ، لكن مقتنيي الجريون والكانيش وما شابه رفضوا ، فلا حاجة لكلابهم الوديعة للتكميم . وتطور النقاش كا شفا عن زوايا اخري) ، منها الطريف او ما يمكن ان تسميه طبقية داخل الطبقية ، او تمييز داخل التمييز ، الأعضاء القدامي يتهمون الاعضاء الذين دخلوا في العقود الاخيرة بانهم الذين اخلوا بنظام النادي وانهم السبب في انهيار النادي ، هؤلاء الذين هبطوا علي النادي (بحسب تعبير الأعضاء القدامي) مع فتح باب العضوية لمن يدفع (من ألطف التعليقات واحد بيقول عن واحدة : راحت جابت واحد من نادي الزهور واجوزته وبقي عضو!!) ما الذي يجمع مابين «شبرا الخيمة» و «الجزيرة» ؟ الفانون .. المسافر. لمزيد من مقالات ماجدة الجندى