«ارحموا ترحموا»، «الرحمة لا تتجزأ»، «من لا يرحم لا يُرحم»، «مش ضروري تحبهم بس ارحمهم».. الجمل الأكثر انتشارا بين اللافتات التي رفعها المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أمام دار الأوبرا المصرية ظهر اليوم السبت، بشأن واقعة تعذيب وذبح كلب في شارع الأهرام بشبرا. أكثر من 500 فرد، معظمهم يرفعون لافتات تحمل شعارات منددة بالوحشية، لا هتافات، ولا قطع طرق، فقط يوجهون لافتاتهم تجاه السيارات والمارة، فتتباين ردود الأفعال ما بين غير مبالي، وبين «كلاكسات» للتحية، واشارات مستحسنة وقفتهم، وهناك أيضا الساخرون والممتعضون. دعاء سلام، فتاة عشرينية، قالت إن كلب شارع الأهرام ليس الأول، لكن بشاعة الفيديو غير المسبوقة هي التي ساعدت في انتشاره، بعد صدمة أصحاب القلوب الرحيمة، أو الأسوياء من البشر فيما شاهدوه، رغم أنه تم تقديم العديد من البلاغات في أفراد قاموا بتعذيب حيوانات وبالفعل يتم القبض عليهم ثم الإفراج عنهم لعدم وجود قانون عقوبات كافٍ. "السبب في وجودي هنا هو اهتمامي بالحيوانات بشكل عام، لكن هناك الكثير من المتعاطفين لأول مرة مع الحيوانات قرروا التحرك بعد مشاهدة الفيديو لبشاعة المشهد"، تضيف سلمى سامي، أحد المسؤلين عن صفحة «انقذ روح بريئة» على موقع «فيس بوك»، مشيرة إلى أنها تلقى الكثير من التعليقات الساخرة بسبب اهتمامها بالحيوانات وترد دائما أن الحيوان لا يستطيع التعبير عن آلامه كالبشر، كما أنه لا توجد جهه مختصة بحقوقه. واختتمت سملى كلامها بانها فقط تتمنى أن تربي أبناء أسوياء يقدرون الروح البشرية، ويعرفون الرحمة بالمخلوقات، فالمجتمع يتوحش يوما بعد الآخر وهي تخشى أن تنجب أطفالا في مثل هذا المناخ، على حد قولها. نورا، سيدة أربعينية، قالت:«تعبت من بشاعة ما أقابل يوميا من معاملة البشر للحيوانات، حتى الآطفال يقوموا بتعذيب صغار الحيوانات من باب التسلية واللعب». وحول أكثر ردود الأفعال السلبية من المارة، تقول أوشي: «بيقولولنا شوفوا اللي اتقتلوا في ليبيا، طب وده إيه علاقته بالكلب؟»،وقبل أن تكمل أوشي كلامها، يقطعه صوت نسائي يخرج من سيارة مسرعة تقول «يا حيوانات»! «هيرو» كلب من نوع ال boxer، يتجول بحرية وسط الجموع، يستوقفه أطفال وفتيات لالتقاط الصور معه وملاطفته، بسلام كبير يستجيب «هيرو» ويتخذ وضعا ثابتا للتصوير، سألنا صاحب الكلب عن سبب إحضاره معه فقال: «ببساطة أريد إيصال رسالة واحدة، نوع هيرو من أشرس أنواع الكلاب، متواجد في تجمع يراه لأول مرة، ومع ذلك لم يؤذ أحدا، لأن الكلاب عادة غير مؤذية إلا بأوامر من أصحابها أو في حالة تعرض صاحبه للخطر». ويضيف حامد:«أنا في الأساس من منطقة شعبية، ومن غير المألوف تربية كلاب في مثل شارعنا، لكن هيرو منذ أن كان عمره لا يتجاوز الشهرين وهو يسير في الشوارع بأمان ولم يتعرض لأحد بالأذي، وأهل المنطقه يحبونه ولا أحد يخشاه، رغم علمهم بقوته وشراسته بالطبيعة». «اللي عنده أخلاق بقى إنسان مش طبيعي» حياة هلال، سيدة خمسينية، قالت إنها أرسلت رسالة للرئيس السيسي بعد مشاهدتها لفيديو ذبح الكلب ماكس، تطالبه بالاهتمام بقوانين حماية حقوق الحيوان، لأن الكلاب هي من مسؤلية الرئيس،«أنا أقدر انشغاله، لكن البلد لن تنهض إلا بحماية حقوق الحيوانات قبل البشر»، وأضافت :«اللي عنده أخلاق بقى إنسان مش طبيعي في بلدنا.. للأسف». المحامية منى ذو الفقار، الناشطة الحقوقية ومنظمة الوقفة الاحتجاجية، قالت في تصريح لبوابة الشروق، إن عددا من الناس يتوجهون لنيابة شبرا لتقديم بلاغات ضد المتهمين، لإيصال رسالة أن القضية أصبحت قضية رأي عام، مشيرة إلى أننا لن نجعل الأمر يمر دون أن يعاقب المجرمون». وعن أي تحركات أخرى، قالت:«في انتظار نتيجة التحقيقات مع المتهمين وبناء عليه سنعلن عن أي خطوات أخرى».
