تعقد اليوم بالمغرب جولة من الحوار السياسى بين الأطراف والقوى السياسية الليبية المختلفة، تحت إشراف المبعوث الدولى لدى ليبيا برناردينو ليون، وذلك بعد إعلان مجلس النواب الليبى تعليق المشاركة فى جلسات الحوار احتجاجا على التفجيرات التى شهدتها مدينة القبة الليبية مؤخرا. وفى الوقت نفسه، أعلنت بعثة الأمم المتّحدة للدعم فى ليبيا، عزمها عقد ثلاثة اجتماعات أخرى ضمن جولات الحوار الليبى الأسبوع المقبل فى الجزائر وبروكسل، وقال بيان للبعثة إنها ستعقد اجتماعًا فى الجزائر يضم ممثلين عن القادة والنشطاء السياسيين الليبيين أوائل الأسبوع المقبل. وأضاف البيان، أنَّ البعثة ستعقد أيضا اجتماعًا آخر سيجمع زعماء القبائل وغيرهم من القوى الاجتماعية، دون أن تحدد مكان الانعقاد.وقالت البعثة إنها تُواصل العمل مع قادة المجموعات المسلَّحة لوقف إطلاق النار، كما تحث كافة المجموعات على المشاركة بشكل بنّاء فى جهودها على هذا الصعيد.وبحسب البيان، فقد أعربت جميع الأطراف عن إدانتها للهجوم الإرهابى الذى وقع فى مدينة القبة الشهر الماضى، وغضبها إزاء الخسائر فى الأرواح ، وعلى هذا الصعيد، شددت الأطراف على ضرورة قيام جبهة ليبية موحدة ودولة ليبية قادرة لمواجهة تهديد الإرهاب المتزايد فى ليبيا.واتفقت الأطراف على مقترح البعثة بأن تركز جولة المباحثات القادمة على مجموعة من البنود أهمها تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتباحث بشأن رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء المستقيلين، كذلك سيتم مناقشة الترتيبات الأمنية لتمهيد الطريق أمام وقف إطلاق نار شامل، والانسحاب التدريجى للمجموعات المسلحة من البلدات والمدن، وتدابير مراقبة الأسلحة، واستكمال عملية صياغة الدستور ضمن جداول زمنية واضحة.
من جانبه، صرح برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا بأن مصر تلعب دورا مهما للغاية فى ليبيا، معتبرا أن مساندة مصر للحل السياسى هناك تعد أمرا بالغ الأهمية. وقال ليون - فى تصريحات صحفية له قبيل مغادرته القاهرة أمس - إن مصر تقوم بدور نشط وفعال فى دعم مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا والحوار السياسى، مشيرا إلى أن مصر هى اللاعب الأهم فى المنطقة. وفى غضون ذلك، أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، أنَّ الوضع فى ليبيا سيمثِّل النقطة الأولى فى جدول أعمال اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى غدا فى ريغا عاصمة لاتفيا. وشدَّدت موجيرينى فى بيان لها أمس على أنَّ الأزمة فى ليبيا هى الأكثر خطورة فى المنطقة الجنوبية قبالة سواحل الاتحاد الأوروبى ، وقد يترتب عليها عواقب وخيمة على كل أوروبا.
من ناحية أخرى، أعلن على الحاسى المتحدث الرسمى باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة فيما يعرف بمنطقة الهلال النفطى سيطرة تحالف إسلاميين متطرفين مساء أمس الأول على حقلين نفطيين جنوب شرق ليبيا ،ومن المتوقع سيطرتهم على حقل ثالث فى المنطقة. وقال الحاسى إن "متطرفين "فى إشارة إلى تنظيم داعش " سيطروا أمس على حقلى الباهى والمبروك النفطيين جنوب شرق ليبيا وهم فى طريقهم للسيطرة على حقل الظهرة النفطى بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسة الحقل نتيجة نفاد الذخيرة". ويأتى هذا بعد يوم واحد من قيام قوات من طرابلس بشن غارات جوية على مرفأ السدرة فى منطقة الهلال النفطي. وفى بنغازى، أصيب أحد أبرز القيادات بقوات مجلس شورى ثوار بنغازى بمحور الليثى بالمدينة جراء الاشتباكات مع قوات الجيش الليبي.