أكدت مصادر مطلعة، من داخل مدينة درنة الليبية، أن انصار تنظيم "داعش" الإرهابى هربوا من المدينة دون معرفة الأسباب، وقالت المصادر، إن أغلب الأفواج، التى فوجئ الأهالى بخروجها على وجه السرعة منذ أمس الأول، توجهت إلى منطقة "رأس الهلال" الجبلية المجاورة. وأوضحت، أن اغلب المعسكرات والمبانى الحكومية، التى تشغلها الجماعات الموالية ل "داعش"، باتت خالية على عروشها. وقال أحد الأهالي:"لقد فوجئنا بهذا الهروب، ولا توجد له أسباب واضحة حتى الآن، وحتى بعد اتصالنا بقيادات الجيش، التى تحاصر المدينة منذ مدة، ولم تؤكد لنا تقدما أو تحركا من الجيش باتجاه المدينة". من جانبه، رجح إحدى قيادات الجيش، أن "التحرك المفاجئ ربما يكون إعادة ترتيب لتمركزات "داعش" فى المناطق الجبلية، التى توفر له حماية طبيعية من استهداف الطيران، كما تيسر له التنقل من مكان لآخر". وأبدى أهالى المدينة شعورهم ب"الارتياح الكبير إزاء خلو المدينة من الرايات السوداء وأرتال مسلحى "داعش"، منذ سيطرتهم على منطقتهم، والتى كانت ترعبهم، بعدما أجبروهم على دفع ضرائب، وأرهقوا حياتهم بأنماط مختلفة من سلوكيات يدعون أنها من الإسلام". من ناحية أخرى، عقد مجلسا حكماء "سرت" و«مصراتة»، أمس، لقاء، فى منطقة بوقرين، بغرب سرت، بحثوا خلاله الأوضاع فى "سرت"، وسبل نزع فتيل الحرب، بعد إعلان التنظيم سيطرته على "سرت"، خلال الفترة الماضية. وذكرت تقارير إعلامية من "سرت"، أن أعيان "مصراتة" طالبوا نظراءهم فى "سرت" ببذل الجهود الممكنة، لإقناع قيادات التنظيم بإخلاء المرافق الحكومية والمواقع السكنية، والخروج من المدينة، بشكل سلمي. وبحسب المصادر نفسها، فقد بحث المجلسان عددا من الملفات العالقة بين المدينتين، لا سيما ملف السجناء من أبناء "سرت" المسجونين فى "مصراتة"، منذ أواخر 2011، خاصة الذين لم يشتركوا فى الحرب، حيث طلب مجلس حكماء "مصراته" إعداد قوائم بالسجناء، للنظر فى الموضوع، بعد التشاور مع أطراف أخرى بمصراته. وأكدت المصادر أن المجلسين اتفقا، خلال اللقاء، على ضرورة تفعيل المصالحة الوطنية، وتكثيف الجهود، لإنجاح الحوار بين الأطراف الليبية المتناحرة، ورفع الغطاء الاجتماعى عن جميع المجموعات المسلحة الخارجة عن شرعية الدولة، وعقد لقاءات أخرى، لتنفيذ ما تم التوصل إليه خلال اللقاء.