أكد كارلو كاليندا، نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالى، أن مشاركة بلاده فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ ستكون عالية المستوى، سواء من حيث الوفد الرسمى أو الشركات الإيطالية المعنية بالاستثمار فى مصر، وذلك اعتمادا على ما يجمع إيطاليا ومصر من علاقات ثنائية متميزة. وشدد كاليندا، الذى بدأ زيارة لمصر منذ السبت الماضى على رأس وفد اقتصادى ضخم ضم ممثلين عن 84 شركة إيطالية لبحث للاتفاق على عدد من المشروعات مع مصر، فى حوار ل"الأهرام" على أن زيارة الوفد الاقتصادى حققت نجاحا ونتائج إيجابية سريعة. وتحدث نائب وزير التمنية الاقتصادية الإيطالى عن تأثير الأوضاع الخطيرة فى ليبيا على التعاون بين أوروبا ودول شمال إفريقيا، ومستقبل العلاقات بين مصر وإيطاليا، وغيرها من القضايا المهمة: وإلى نص الحوار: ما تقييمك للنتائج التى حققتها زيارة الوفد الاقتصادى الإيطالى للقاهرة بعد لقاءاتكم مع المسئولين المصريين؟ - اللقاءات الثنائية التى عقدتها مع العديد من الوزراء المصريين كشفت عن فرص جديدة ومهمة للتعاون بين الحكومتين المصرية والإيطالية، وهى فرص سوف ندرسها باهتمام فى الشهور المقبلة، بغرض أن تثمر عنها فرص ملموسة للاستثمار لرجال الأعمال المصريين والإيطاليين، وهذه من أهم النتائج الأولية لزيارة البعثة الإيطالية. ومن بين النتائج الإيجابية أنه شاركت فى البعثة شركات جديدة على السوق المصرية، وقد وجدت طريقا للبدء فى علاقات عمل جديدة مع أطراف محلية مصرية، وكذا شركات إيطالية عاملة بالفعل فى مصر، والتى استطاعت بفضل مشاركتها فى البعثة تطوير علاقاتها التجارية التى بدأت من قبل بصورة أكبر، واستطاعت تحديد شركاء آخرين. هل حققت هذه النتائج ما كانت تنتظره الحكومة الإيطالية من الزيارة، خصوصا أنها تأتى قبل أيام من عقد المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ؟ - إيطاليا أعطت أقصى اهتمام لنجاح هذه البعثة، ليس فقط من أجل اللحظة الاستثنائية التى تعيشها العلاقات الثناية بين إيطاليا ومصر، ولكن أيضا لاقتناعنا بأن هذه الزيارة قد مثلت عنصرا آخر ذا مغزى فى السياسة التى تنتهجها بلدنا لتقوية الشراكة الإستراتيجية مع مصر، عشية المؤتمر المهم لتنمية الاقتصاد المصرى، الذى سيعقد فى شرم الشيخ. كيف تقيم تطور العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، وفى أى مجال يمكن تعزيز التعاون فى المستقبل؟ - رئيس الوزراء الإيطالى رينزى أكد بشدة، أثناء زيارة الرئيس السيسى إلى إيطاليا فى نوفمبر الماضى، أن مصر هى شريك استراتيجى أساسى، ليس فقط لإيطاليا ولكن لكل أوروبا فى مواجهة المسائل المتعلقة بالجغرافيا السياسية لمنطقة البحر المتوسط، وفى لحظة تاريخية كتلك الحالية التى نعيش فيها تحت تهديد إرهابى مستمر فإن الوسيلة الوحيدة للحد من تصاعد الإرهاب هى التعاون، والأحداث المرعبة التى وقعت فى ليبيا تعد دليلا آخر على الحالة الطارئة التى يجب علينا جميعا العمل بحزم لمواجهتها، وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا لا يهدف فقط إلى زيادة العلاقات التجارية والاقتصادية، التى تبقى بالتأكيد كما هى جوهرية، ولكن تهدف أيضا إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن المهم استكمال مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية الطموحة فى مصر، بغرض إيجاد بيئة مناسبة للاستثمار بناء على أسس واضحة وشفافة ويمكن التنبؤ بها، ومن المهم أيضا طمأنة مستثمرينا الحاليين، وفى هذا الإطار نشجع الحكومة المصرية على تطبيق التشريعات الجديدة فى مجال الاستثمار والتى نعتبرها أساسية وجوهرية فى أقرب وقت. إيطاليا تتصدر قائمة شركاء مصر الأوروبيين من حيث حجم التبادل التجارى.. ما أحدث الأرقام فى هذا السياق، وفى أى مجال يمكن زيادة التبادل من وجهة نظرك؟ - سجل عام 2014 رقما قياسيا فى التبادل التجارى بين مصر وإيطاليا، واستطعنا العودة إلى مستويات عام 2012 مع تجارة بينية تخطت حاجز ال 5 مليارات دولار، وتؤكد إيطاليا مكانتها كشريك أول لمصر فى أوروبا، والمستورد الأول من مصر على الإطلاق، وأحد أهم الموردين والمستثمرين، وأيضا فى المجالات الإستراتيجية، فإجمالى الاستثمارات الإيطالية فى مصر، والتى تعتبر من أهم الاستثمارات والمتركزة فى المجالات المهمة للاقتصاد المصرى مثل النقل والموصلات والخدمات البنكية والآلات والمعدات والبترول والسياحة والاتصالات والبناء يبلغ حوالى 6 مليارات يورو، وهناك 878 شركة إيطالية تعمل برأس مال إيطالى فى مصر وتحقق دخلا يصل ل3.5 مليار يورو، وتساهم فى شغيل ما يقرب من 30 ألف شخص. كل هذا يجعل من إيطاليا واحدة من كبرى الدول المستثمرة فى مصر من الطاقة إلى البنية التحتية، ومن التعليم الفنى إلى مصادر الطاقة المتجددة، من وسائل النقل إلى الخدمات اللوجستية، ومن الزراعة إلى البناء، وتلك هى المجالات التى يمكن زيادة التعاون فيها بين مصر وإيطاليا، وهناك مجالات أخرى مثل نقل التكنولوجيا الإيطالية إلى مصر، خصوصا فى مجال صناعة الأثاث والجلود والمواد الغذائية، بالإضافة الى الصناعات الكيميائية. هناك جانب آخر جوهرى يتعلق بدعم إيطاليا لبرامج التدريب الفنى والصناعى. ما حجم المشاركة الإيطالية المنتظرة فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، وهل ستتأثر بزيارة الوفد الاقتصادى الإيطالى؟ - زيارة الوفد الاقتصادى الحالية تأتى فى السياق نفسه لتطوير حجم الاستثمارات الإيطالية بمصر، وتماشيا مع عمق وكثافة علاقاتنا الثنائية، تضمن إيطاليا مشاركة ذات مستوى عال، سواء من حيث الوفد الرسمى، أو من حيث الشركات المعنية، وأتوقع أن المناخ المشجع للمستثمرين الذى وعد به الرئيس السيسى، مثل طرح مشروعات ضخمة جديدة فى مجال البنية التحتية سوف يساعد على تنمية علاقات التعاون بين الشركات فى كلا البلدين مصر وإيطاليا. هل تعتقد أن ما تشهده ليبيا من أوضاع غير مستقرة يمثل خطرا على التعاون بين أوروبا ودول الشمال الإفريقى، أم ستكون عاملا لتفعيل المشاركة وتقوية الروابط لمواجهة ظاهرة الإرهاب؟. - الأحداث الخطيرة الأخيرة قد نبهت بشكل كبير الأوروبيين والعالم بشكل عام إلى شدة وخطورة الوضع فى ليبيا، فبلادكم التى تستقبل بالفعل العديد من اللاجئين تعد مركزا أساسيا لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، ويجب على السياسة الأوروبية أن تعى وتضمن تقديم المعونة لمصر وأقصى درجات التعاون. كيف ترى إيطاليا مستقبل ليبيا، وإمكانية الوصول إلى الاستقرار فيها؟ - بالنسبة للوضع فى ليبيا إيطاليا تدعم وتؤيد وساطة الأممالمتحدة، وقد أوضحت الحكومة الإيطالية فى الأيام الأخيرة أننا مستعدون للقيام بدورنا فى إطار من الشرعية الدولية، وكان رئيس الوزراء ماتيو رينزى ناقش فى محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس السيسى مكافحة الإرهاب والخطوات السياسية والدبلوماسية التى يتعين اتخاذها فى إطار مجلس الأمن الدولى لإعادة الأمن والسلام إلى ليبيا، وتتقاسم مصر وإيطاليا فى هذا الملف الليبى نفس مشاعر القلق والاهتمام، وبالتالى أعتقد أن التعاون بين بلدينا سوف يدعم هذا الملف.