أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن السعودية لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة، داعيا لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتدرأ خطره العظيم على كيان الأمة الإسلامية بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتيجية فاعلة يلتزم بها الجميع لمكافحة هذا الداء. وقال الملك سلمان، فى كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة أمس في حفل افتتاح المؤتمر العالمي «الإسلام ومحاربة الإرهاب» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمقرها في مكةالمكرمة، «إنكم لتجتمعون اليوم على أمر جلل يهدد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر جراء تغول الإرهاب المتأسلم بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمترسا براية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء» . ومن جانبه شدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أهمية القيام بتنقية التراث الاسلامى من نزعات الغلو والتشدد والتأويلات الفاسدة لبعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية .جاء ذلك فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر . واعتبر أن هذا الموتمر يأتى فى وقته الصحيح للتصدى لهذا البلاء الشديد الذى ابتليت به المنطقة العربية والمتمثل فى جماعات العنف والإرهاب الغريب عن الإسلام والتى لا تمت إلى هدى هذا الدين الحنيف بأدنى صلة أو سبب . واوضح أن هذه الجماعات اتخذت من الوحشية البربرية منهجا ومذهبا واعتقادا وقد نزعت الرحمة من قلوبهم فهى “كالحجارة أو أشد قسوة “. وأشار الطيب الى أن هؤلاء “قساة القلوب غلاظ الأكباد “ قد خرجوا عن السيطرة حتى كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة وممارستهم الإنسانية فى تنفيذ جرائمهم البشعة، وكأنهم يتحركون تحرك الظمأن الى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبرياء وهم أحياء لإشاعة الذعر والخوف والرهبة فى قلوب الناس . ودعا الإمام الاكبر الى العناية لتصحيح المفاهيم المغلوطة فى المقررات الدراسية حول قضايا الجهاد والتكفير وخطر الفرقة والتنازع ،معتبرا أن العرب والمسلمين يواجهون مخططات دولية كبرى تستهدفهم وتشتتهم فى بلادهم بما يتفق واحلام الاستعمار العالمى الجديد المتحالف مع الصهيونية . ومن جانبه ، أكد الدكتور عبدالله بن عبدالله التركى الأمين العام لرابطة العالم الاسلامى ورئيس رابطة الجامعات الاسلامية إن مكافحةَ الإرهابِ تبدأ من تفحص أسبابِه بدقة، وهى متعددة ومتنوعة، ومتفاوتةٌ فى أهميتها وتأثيرها ،وأبرزها الغلوُّ والتنطع فى فهم الدين والعمل به، وذلك يؤدى إلى تطرف فى المواقف، وانحرافٍ فى التعامل مع بعض المفاهيم الشرعية، ذاتِ الصلة بحياة المسلمين الجماعية، وبعلاقتهم بغيرهم، وذلك يفضى بصاحبه إلى سلوك مسالكِ العنف والإرهاب.