كان الشيخ محمد متولى الشعراوى، رحمه الله، واحدا من علماء الفكر الإسلامى الذين تركوا بصمة فى النفوس والقلوب والحياة بأسرها وكان بمثابة النور الذى يُضيء للحائرين الطريق فهو مجدّد فى الفكر الإسلامى بلا منازع، وندر أن اجتمعت وأجمعت الملايين على أحد مثل الشيخ الشعراوى فهو لم يكن مثل كثيرين من عظماء علماء الأمة مفكر نخبة أو فيلسوف صفوة، وإنما كان داعية أمة تعلقت به الجماهير كما لم تتعلق بداعية فى عصرنا الحديث وواقعنا المعاصر. هذا ما أكدته رسالة ماجستير حديثة للباحث حمدى إبراهيم حسن بكلية أصول الدين بالمنصورة حول: (التجديد فى الفكر الإسلامى عند الشيخ محمد متولى الشعراوى). وأثبتت الدراسة أن الشعراوى نجح نجاحاً غير مسبوق فى التعامل مع قضايا عصره بفكره وملكاته الإبداعية وعقليته الناقدة، التى جعلت منه إنساناً عاقلاً لا ناقلاً، ومحرراً من كل المذاهب والفرق، وتميز خطابه الدينى بالتطور والانفتاح على العصر، وذلك كى يتجاوز الخطابات الدينية الركودية والمتزمتة التى أساءت إلى الإسلام والمسلمين. كما توصل الباحث إلى أن الشيخ الشعراوى حمل راية الإصلاح والتغيير للأفضل فى المجال الاجتماعي، وقاوم الانحراف والفساد والجريمة داخل المجتمع، وذلك لإصلاح ما فسد فى الميادين الاجتماعية، وقام بالدعوة إلى المساهمة والإصلاح داخل معسكر التعليم بصفة عامة والتعليم الأزهرى بصفة خاصة، لإخراج جنود قادرين على مصارعة الجهل والشُّرور، وإبادة الضَّعف والفقر والخمول، والقضاء على اليأس والتفرُّق والانحلال، وقد قاد أول مبادرة للتجديد والإصلاح داخل التعليم الأزهرى فى الأول من يوليو عام 1959، وذلك بملاحظاته الدقيقة والمنهجية فى علوم اللغة العربية لطلاب المعاهد الأزهرية بالمراحل المختلفة وقد وهبه الله ملكة علمية مكنته من التحليل والمناقشة والاستنباط فاستخدمها فى تجديده فى كثير من القضايا والموضوعات بأسلوب التحليل والشرح والمناقشة.