عائد من القاهرة بكل ما فيها من أحزان وهموم وأيضا بعض الأمال فى غد أفضل حتما سيأتى ولو كره الكارهون، وطوال مكوثى فى الكنانة كدت أنسى الفضائية المصرية، وها أنا اعود إليها مستسلما لها ، وماذا عساى ان افعل فهى النافذة الوحيدة للتواصل مع لهجتنا الأثيرة. صحيح لا يمكن إنكار الجهد الذى يبذل فى البرامج الحوارية ، ولكنها جميعها لا تتجاوز فى المتوسط ساعتين يوميا وربما اقل، أما بقية الساعات فحدث ولا حرج، ويكفى نشرات الأخبار التى لا علاقة لها البتة بما يبث على فضائيات ليست أجنبية بل عربية. ويكفى انه مع حادث استاد الدفاع الجوى كانت الدنيا تبث النبأ، أما شاشتنا فكانت تنتظر، وعندما فاقت من غيبوبتها نعتت الشباب بالبلطجة ، ونحمد الله أن هذا لم يكن موقف الدولة التى سارعت من خلال رئيسها بنعى الضحايا الأبرياء. نفس الأمر تكرر مع الحادث المروع لأبنائنا فى ليبيا، فبعد نصف ساعة كاملة وبعد أن تصدر الخبر شاشات المعمورة قاطبة، قطعت الفضائية برامجها وراحت تتابع الحدث.. هل يعقل ذلك. وحتى كتابة هذه السطور، لا أدرى ما الجهة المشرفة عليها، فما يقدم فى غالبيته إما أغان وطنية أو موضوعات دينية، علما بأن الشبكة مفترض أنها أنشئت لمخاطبة المصريين فى الخارج، فهل القائمون عليها يخشون أن ينسى المواطنون بلدهم وبالتالى يكثرون من الأناشيد الحماسية، وفى ظنى أن هذا غير دقيق، والدليل على ذلك تحويلاتهم والتى تقدر بالمليارات الدولارات دون أن يطلب منهم ذلك . ولأن هناك الآلاف فى بلاد العجم حيث الفسق والمجون والفجور والخمر ولعب الميسر إلى أخره من الموبيقات من هنا يبدو أن ذهن ماسبيرو تفتق إلى حيلة ألا وهى الإكثار من الأدعية واستضافة أهل الفقه والعقيدة حماية لهم، كى لا يقعوا فى الخطايا وهذا ايضا ليس صحيحا لسبب بسيط أن قطاع عريض من هؤلاء أقباط، فلمن يوجه هذا الخطاب الدينى الإسلامى إذن؟ وللحديث بقية لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد