بين الحين والآخر تنطلق مقارنات لا أعتقد أن الصواب سيكون حليفها ، تلك التى تضع ال BBC البريطانية ، مقابل الجزيرة القطرية ، وهو أمر أراه يدعو للدهشة وللاسف معا. فأصحابها قارنوا بين اصالة ونتوء طفيلى حتما سيزول لافتقاره لتقاليد راسخة على الأرض تحميه وتبقيه ، ثم شتان بين الاحترام واللا احترام ، أو المهنية مع بعض التحفظ ، واللا مهنية. ولا أعلم الركائز التى استندوا اليها وهم يضعون الفضائيتين فى سلة واحدة ، فأين هى نقاط التلاقى والاختلاف ، وفى ظنى أن ما ذهبوا اليه لا يجوز أن يتم أصلا ، اللهم فى تشابههما بكونهما مرئيتين لا أكثر ولا أقل. وربما يشفع للمصريين الذين يعملون بالاولى وكذا الذين يستضفونهم ، حرصهم وخوفهم بل وتباكيهم أحيانا من عودة الديكتاتورية وحكم الفرد لبلادهم المحروسة ، فهو أمر يمكن فهمه واستيعابه ، ليس لأن شبكتهم مؤمنة بحرية التعبير والرأى والرأى الآخر قولا وفعلا ، بل كونها تنطلق بالاساس من دولة علمت الأمم كافة كيف تكون الديمقراطية. أما أقرانهم فى الثانية والذين يحملون جنسية الكنانة ، فولولتهم ما هى إلا نفاق رخيص وتملق ممجوج وخشية من ضياع الأخضر النفيس ، ومن ثم عليهم أن يشعروا بالخجل ففضائيتهم التى يسترزقون منها تبث سمومها من بلد يحكمه نظام فاشى مستبد لا علاقة له البتة بالانسانية. قبل أسابيع ومع تفجير طابا الجبان ظهر مقدمو نشراتها وبرامجها الحوارية والشماتة تطل على وجوههم المحفلطة ، وقد راحوا يسوقون التبريرات للإرهاب دون أن يتلفظوا به ، والحجة جاهزة أنه لايوجد تعريف له ، فى حين كانت المعالجة بال BBC متحيزة للمتلقى الذى يريد أن يعرف الخبر دون تلوين. ولأن ملاك الجزيرة صاروا سدنة الاسلام الجهادى التكفيرى ، فقد آن الأوان كى تذهب الدولة المصرية لجهنم ولا بأس لو راحوا معها ضحايا الكوريين فهم فى النهاية اتباع بوذا ، وربما كان هذا هو السبب ذاته فى ألا يعيروا أدنى اهتمام لعشرات النيباليين الذين يلقون حتفهم على أراضيهم دون ذرف دمعة واحدة ، فى عودة الى عصر تجارة العبيد. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد