فى ظل الجهود التى تبذلها الدولة لمنع سفر المصريين إلى مناطق الحروب والنزاعات حفاظا على أرواحهم وكرامتهم فى الخارج، أكد علماء الدين أن السفر إلى مناطق الخطر والنزاعات يعد إلقاء للنفس فى التهلكة وطالبوا من يتواجدون فى ليبيا واليمن وغيرهما من الدول التى تواجه الحروب والنزاعات، بالحفاظ على أرواحهم وذلك لأن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأكد العلماء دور الدولة فى حماية رعاياها بمناطق الخطر خاصة من ذهبوا إلى البلاد التى تشهد حروبا ونزاعات بحثا عن الرزق. وحول واجب الدولة فى رعاية أبنائها بالخارج يقول الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مسئولية المجتمع والدولة عن سلامة أفرادها هى مسئولية مشتركة ينبغى على المجتمع والدولة أن تحافظ على سلامة الفرد لان الحفاظ على حياة هذا الإنسان إنما يعد واجبا شرعيا لا يجوز الإخلال به أو التقاعس عنه على أساس ان حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن هنا فإن الإفراد الذين يريدون أن يخرجوا إلى دولة أخرى بقصد طلب الرزق هؤلاء لهم الحق فى السعى من اجل اكتساب الرزق إذا كانوا فى حاجة ملحة إلية لان هناك نصا قرآنيا بشأن ذلك قال تعالى (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَة، ً«وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)وبالإشارة إلى حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ). وأضاف : إن التوكل والسعى أمر مطلوب شرعا ما دام انه لطلب الرزق لكن فى الوقت ذاته لو كان هناك خطر فى هذه الدولة سواء كان هذا الخطر يتعلق بنفس الإنسان أو بدينه أو بغير ذلك فانه ينبغى عليه عدم المجازفة بهذا السفر فإذا نبهت الدولة الافراد بخطورة السفر إلى هذا البلد أو ذاك برغم ذلك ولم يمتثلوا لذلك فانهم يعدون مرتكبين لأثم شرعى ويعد ذلك تفريطا فى حق الحياة قال تعالى (وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبّ المحسنين ) وإن واجب الدولة أن تحافظ على كرامة أفرادها وتعمل على توفير مصادر رزق لهم وفقا لقدرتها على قدر استطاعتها طاعة ولى الأمر من جانبه يقول الدكتور سعيد عامر أمين عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إن الإنسان الذى يعيش فى دولة لها قوانينها عليه أن يلتزم بهذه القوانين وهذه طاعة لولى الأمر ما لم تحرم حلالا أو تحلل حراما، فالأمور المباحة لولى الأمر ان يطلقها أو يقيدها أو يمنعها أو يبيحها فإذا رأى ولى الأمر عدم السفر إلى دولة ما لأمر هو يراه سواء كان ظاهرا للناس أو غير ظاهر فعلى الجميع أن يستجيبوا وان يطيعوا ولى الأمر فى ذلك ومن يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية والشرعية لان الله عز وجل اوجب طاعة ولى الأمر فى الأمور المباحة أما من سافر مع مخالفته لولى الأمر فعلى الدولة أن تبذل قصارى جهدها فى تخليصهم مما وقعوا فيه .