ظل الرواق أحد منارات الأزهر وركائزه الأساسية فى نشر وتكريس الإسلام المعتدل الوسطى الذى يعتمد على التسامح والتعايش مع الآخر. وساهم فى نشر الإسلام فى العالم من خلال الطلاب والمبعوثين من مختلف الدول لتلقى العلوم الإسلامية الصحيحة. ولم يقتصر دور الرواق عبر تاريخه وتطوره من أعمدة بجامعة الأزهر إلى كليات علمية, فقط على الجانب الدينى بل لعب دورا اجتماعيا وإنسانيا وتدريبيا جعله نموذج فى مواكبة مستجدات العصر وأحد الأدوات المهمة فى احتواء ومواجهة الفكر المتشدد والمتطرف المنتشر حاليا وما صاحبه من إرهاب دفعت بعض المغرضين إلى توظيفه لتشويه صورة الإسلام والهجوم على الأزهر الشريف. وفى إطار خطة الأزهر الشريف لنشر الإسلام الوسطى ومواجهة الفكر المتطرف وتكريس الخطاب الدينى المعتدل، أقر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خطة لأحياء الدور التاريخى لأروقة الجامع الأزهر، يوضحها الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر والمسئول عن أروقة الجامع الأزهر ، قائلا: إن الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أراد أن يعود بالأزهر إلى سابق عهده كجامع وجامعة عالمية تقوم بدورها على المستوى العلمى أولا, ثم على المستوى التدريبى وأيضا على المستوى الاجتماعى من خلال الرواق الذى يرمز إلى أروقة الأزهر القديمة التى كانت مخصصة لدول العالم كرواق المغاربة، ورواق الأتراك، ورواق الجاويين فى إندونيسيا، وأيضا رواق الصعايدة، إلى آخره. كان الرواق جسرا للتواصل على هذه المستويات، ومن ثم يقوم الرواق على المستوى العلمى بتدريس العلوم الشرعية، وفقا للمنهج الأزهرى الوسطى عن طريق كبار أساتذة جامعة الأزهر، وبعضهم من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وتعرض هذه الدروس على قناة “ الأزهر تى فى “ على اليوتيوب، وتسجل نسبة مشاهدة تتعدى 4 ملايين مشاهد. وأضاف: إنه على المستوى الفكرى والثقافى يعقد الرواق سلسلة من الندوات فى الموضوعات المعاصرة التى تهم المجتمع، والواقع الذى تعيشه الأمة حاليا، وخاصة ما يتعلق بالشباب، وكان آخرها منذ أيام قليلة ندوة بقاعة الشيخ محمد عبده بعنوان “ من الإلحاد والتكفير إلى العنف والإرهاب”، وهناك أيضا مجموعة من الندوات الأخرى بعضها يتعلق بالتطرف، وأيضا ندوات عن علاقة الدين بالسياسة، وأخرى تتعلق بقضية العولمة والعلمانية، وأخرى عن الحداثة والتراث، إلى آخره من القضايا الوطنية والإقليمية،والعالمية، والتى يجب أن يكون للأزهر مجال فى بيانها من خلال منهجه الوسطي. أما على المستوى التدريبى فيعقد الرواق دورات تدريبية لمدرسى الأزهر ووعاظه وأئمة الأوقاف، وغيرهم من خريجى الأزهر،هذا فضلا عما تقوم به المؤسسة المختصة بهذا التدريب كمجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية، ووزارة الأوقاف، كل فى دائرة اختصاصه، ويركز الرواق فى دوراته التدريبية على عدة محاور أولها: محور الدراسات الشرعية ثم المحور الفكرى والثقافي، ثم المحور التربوى ثم الجودة وأخيرا الأمن القومي، وهذه الدورات متاحة أيضا لمشاركة الجمهور بها بدون مقابل. دور إجتماعي وعلى المستوى الاجتماعى يقوم الرواق بإرسال قوافل طبية وقوافل مساعدات اجتماعية، يصحبها, فضلا عن الأطباء, مجموعة من العلماء والدعاة ونركز فى هذه المرحلة على المناطق الحدودية فى سيناء والصحراء الغربية وحلايب وشلاتين، وأقاصى الصعيد، لأن قناعات فضيلة الإمام الأكبر هو أننا لا نكتفى بأن نكون فى ظهر الأمن المصرى من الجيش والشرطة، بل يجب أن نكون فى المقدمة معه بما يتناسب مع رسالتنا وأكثر من ذلك. وقد استقدمنا فى الدورات التدريبية الحالية عدد من خريجى الأزهر والدعاة من سيناء والصحراء الغربية لتدريبهم ومساعدتهم فى نشر الفكر الوسطى الأزهرى فى أعماق الصحراء ووسط القبائل وذلك بالتنسيق مع شيوخ القبائل هناك، لتوزيع المساعدات الاجتماعية داخل الصحراء من مواد غذائية وملابس أغطية وأجهزة ومعدات طبية، ومؤخرا تم التواصل مع مستشفى العريش، حيث أرسلوا قائمة باحتياجاتهم الطبية ، وتم تجميعها بالفعل وفى طريقها للإرسال. تنسيق دولي كما توجد أيضا أروقة لتعليم اللغات الأجنبية، ويتضمن برنامج باللغة الإنجليزية، والفرنسية وجار إدخال اللغة الألمانية قريبا، ويهتم هذا الرواق أيضا بعمل برنامج للتعريف بالإسلام وهذا برنامج اليوم الواحد للسائحين، وأيضا أروقة لتحفيظ القرآن الكريم. كما يوجد أيضا برنامج آخر للمسلمين الجدد، وبرنامج علمى أيضا لكافة المسلمين الناطقين باللغات الإنجليزية والفرنسية، وهو يتعلق بتدريس المواد الشرعية وفقا للمنهج الأزهرى للمهتمين بأمر دينهم من أصحاب هذه اللغات، ويتابع على “اليوتيوب” عدد كبير جدا ويحضره عدد لا بأس به من الأجانب والمصريين المهتمين بنقل رسالة الإسلام باللغة الأجنبية. ويكشف الدكتور محمد مهنا ان هناك تنسيقا مع منتديات دينية مماثلة وحلقات العلم والتدريس فى عدد من دول العالم من خلال قناة “اليوتيوب” للتواصل معنا علميا وفكريا، مثل مدرسة الفقه المالكى فى فرنسا “la doctrine malikte”، وغيرها من المدارس الأخرى فى بلدان المغرب العربى وماليزيا ودول جنوب وشرق آسيا، وبعض دول الإتحاد السوفيتى المسلمة كالشيشان، كما يوجد فروع للرواق خارج القاهرة فى طنطا وأسيوط وأسوان والإسكندرية، لترسيخ الخطاب الأزهرى الوسطى ومحاربة الفكر المتشدد.