يبدو أن حالة الارتباك التي نحياها منذ فترة ستلازمنا لفترة ربما تطول تلك الحالة التي أوقعنا أنفسنا فيها بالعديد من الأخطاء التي ارتكبناها ويحاول البعض منا وفينا أن يغسل يديه منها ويلقي باللوم علي الآخرين. وكأنه من الملائكة الذين لا يخطئون نعم وقعنا ومازلنا باصرار غريب وبعناد أغرب في العديد من الأخطاء أول تلك الأخطاء وأكبرها أننا انقلبنا علي كل ماقامت ثورة يناير من أجل التخلص منه خذ عندك كنا نقيم الدنيا ولا نقعدها ضد أي واقعة نري فيها إنتهاكا للقانون وكنا محقين في ضرورة إنقاذ القانون اليوم معظمنا في ردة واضحة يسهم في إهداره والعبث به والتحريض المستمر علي انتهاكه والوقائع كثيرة ماثلة أمامنا ولاتخطئها عين. كنا ومازلنا نطلب سيادة العدل وأصبحنا نرفض أن نكون عادلين كنا نطالب بضرورة أن نعيش في مناخ ديمقراطي حقيقي وكنا نتهم النظام بأنه يطبق ديمقراطية ديكورية لزوم الحفاظ علي بقائه واستمراره واليوم بتنا نرفض الديمقراطية رغم أنها حقيقية لأنها لم تأت لنا بمكاسب كنا نتوقعها وسعينا لتحقيقها لأنفسنا وفي إطار مصالحنا الضيقة والخاصة كنا نهاجم أي تطاول علي الآخرين وننتفض ضد أي تجاوز يمسنا والفصيل أو الفصائل التي ننتمي إليها اليوم أصبحنا نحن من يتطاول علي كل من ليس منا أو من فصائلنا. لن أقول مثل كثيرين أن دعاوي الاقصاء والتخوين استغرقتنا لأكثر من عام تفرغنا خلاله لارهاب من ليس معنا وصنفنا المصريين الي مع وضد وفتشنا في الصدور التي لا يعلم مابها إلا الله عز وجل ولن أقول ان أغلبنا وقع أسيرا لرغبات عارمة في الانتقام والتشفي في ظل حالة من العدوانية التدميرية التي لم يعرفها المصريون ربما علي مدي تاريخهم الممتد والضارب بجذوره في أعماق الزمان لكنني سأسمح لنفسي بأن أقول انني وغيري وهم كثيرون للأسف الشديد شركاء فيما حدث ويحدث حتي هذه اللحظة وسيستمر حدوثه في المستقبل المنظور علي الأقل. شركاء في حالة الارتباك التي تفرق فيها08 مليون مصري و58 مليونا في قول آخر و09 مليونا في قول ثالث والرقم الحقيقي قد لا يعلمه رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء نفسه وانقسمنا الي شيع وقبائل واختلفنا علي كيف نختلف وليس علي كيف نتفق! وضاعت منا أو ضيعتا أولوياتنا وانقسمنا الي منافقين شديدي النفاق للثورة ومنافقين للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بالمناسبة ليس لدينا مجلس عسكري وهي التسمية التي سادت طوال ال31 شهرا الماضية وتحولنا إلي ثوار ميدانيين نسبة الي ميدان التحرير والميادين الأخري التي شهدت انطلاقة شباب مصري نقي ورائع وشديد الاخلاص لما يعتقد بانه ضروري وحتمي ونجح في تحقيقه بشكل وطريقة ابهرا العالم وثوار فضائيين نسبة الي القنوات التي ظهرت بكثافة بعد يناير والقنوات التي كانت موجودة قبله وغيرت جلدها دون خجل. وللذين يتعجبون من ذلك أقول ان النفاق علي مايبدو عادة مصرية قديمة وموثقة علي جدران معابد خلفتها أكبر وأعرق حضارة عرفها العالم وربما إن لم نجد من ننافقه لاخترعناه إختراعا وأصبحت لدينا مهن جديدة كان ليناير الفضل في ظهورها بفجاجة شديدة في مقدمة هذه المهن الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي والناشط السياسي والحقوقي لدرجة أن هناك خبيرا وناشطا ومحللا لكل مواطن. وشاركنا في رواج بضاعة هؤلاء للدرجة التي بتنا نشفق علي أصحابها من المجهود الضخم الذي يبذلونه في التنقل بين استوديوهات هذه القنوات للدرجة التي لم تسمح لمعظمهم بمجرد تغيير ملابسهم. وشاركنا في إهانة القضاء المصري باستماتة بحسن نية ربما وبتعمد ربما أيضا للدرجة التي سمحت لمن يروجون لنظرية المؤامرة الرامية لإسقاط الدولة المصرية بالظهور الطاووسي والتنظير اليومي وإدعاء العمل والاستاذية. وشاركنا في حالة التراجع الأخلاقي التي نعاني منها جميعا ونعاني من كم الشتائم والسباب والتهكم بما يحقق سعادة كبيرة لمن يعملون علي إجهاض ثورة يناير إن وجدوا وأصبح نموذج الثائر الشتام والسباب هو النموذج الذي يتم تصديره الي مواطني مصر البسطاء وهم الأغلبية من المصريين بأن هذا الثائر هو النموذج الثوري الذي للأسف جلب اللعنة للثورة وأدي الي توسعة رقعة الرفض لها وللذين قاموا بها وتراجع التعاطف معهم. والغريب أننا شركاء أيضا في استمرار بعض شبابنا في الرفض لكل شيء والتطاول علي الجميع وشركاء في طغيان الرغبة في التدمير علي رغبات إعادة البناء شركاء في زيادة حالة الاحتقان بين الجميع وبسبب الجميع. شركاء في عدم القدرة علي ضبط النفس واستمرار حالة التردي يبدو أننا سعداء بها شركاء بخوفنا من اتهامات التخوين ومن اقصائنا ومن وضعنا في قوائم سوداء وجرنا الي المحاكم بتهم ملفقة شركاء بالصمت ولو تشجعنا قليلا لهمسنا ليس أكثر. وبعد ذلك وغيره كثير لا يعترف أي منا بارتكاب أي أخطاء ونتهم غيرنا بذلك ونعاند ونكابر مع أننا نخسر كل لحظة أرضا رحبة كنا كسبناها حصادا ل18 يوما هي أجمل وأحلي أيام مصر والغريب أن يقابلك من يقول لك مش مهم الناس تفهمنا أو تساندنا المهم أن يتحقق مانريده وسوف نجعلهم تعيشون في النعيم ولحظتها سيقول الناس أننا كنا علي حق.