بعد ساعات قليلة من الهجومين الإرهابيين على مركز ثقافي، وكنيس يهودي، فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، أعلنت الشرطة أنها قتلت، صباح أمس، منفذ الهجومين، اللذين أسفرا عن سقوط قتيلين، هما المسلح، وشاب يهودي، إلى جانب 5 جرحى. وقالت الشرطة إن تسجيل فيديو للمراقبة أظهر أن الرجل يقف وراء الهجومين، اللذين استهدفا مركزا ثقافيا، كانت تعقد فيه ندوة حول الإسلام وحرية التعبير، وكنيسا يهوديا، بحضور السفير الفرنسى فى الدنمارك فرانسوا زيمراي، ورسام الكاريكاتير السويدى لارس فيلكس، صاحب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، فى 2006، والتى أثارت حالة من الغضب فى العالمين العربى والإسلامي. وقد جرى تبادل إطلاق النار بين الشرطة والمشتبه به، فى حى نوريبرو الشعبي، حيث كانت السلطات قد وضعت أحد المبانى تحت المراقبة. ولم تتمكن الشرطة، خلال المؤتمر الصحفي، من تأكيد وجود أى علاقة بين حادثى إطلاق النار، اللذين شهدتهما كوبنهاجن، أمس الأول، بعدما فر المهاجم فى الحالتين. ففى الهجوم الأول، أطلق مسلح عشرات الأعيرة النارية باتجاه مبنى كان يستضيف جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية وحرية التعبير، مما أدى إلى سقوط قتيل، وإصابة ثلاثة شرطيين بجروح. وفى الهجوم الثاني، أطلق المسلح أعيرة بالقرب من كنيس فى كوبنهاجن، مما أدى لإصابة شاب يهودى بجروح فى الرأس، توفى على إثرها، كما جرح شرطى فى ساقه، وآخر فى ذراعه. وفى الوقت نفسه، أعلنت منظمة يهودية فى الدنمارك، أن الرجل المسلح لقى مصرعه بالقرب من الكنيس اليهودي. وفى غضون ذلك، قال السفير الفرنسى فى الدنمارك: "أطلقوا علينا النار من الخارج، كانت النية مثل الهجوم الذى استهدف الصحيفة الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلى إبدو"، لكنهم لم ينجحوا فى الدخول". وأضاف: "يمكننى القول إنه أطلقت نحو خمسين طلقة، والشرطيون هنا يقولون لنا 200، اخترقت بعض الطلقات الأبواب، وارتمى الجميع على الأرض". ومن جهتها، أدانت هيلى تورنينج شميت رئيسة الحكومة الدنماركية، الهجوم الإرهابي. وقال رسام الكاريكاتير الدنماركى كورت فيسترجارد، المعروف بأنه صاحب الكاريكاتير المسيء للإسلام، إن هجوم اليوم تذكير بأن الإرهاب أصبح أكثر قربا من الدنمارك. وفى أقوى رد فعل على الحادث، طالب بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بهجرة واسعة النطاق ليهود أوروبا، وأوضح أن حكومته ستناقش خطة، رصدت لها ميزانية تقدر بنحو 46 مليون دولار، لتشجيع هجرة اليهود من فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا. وأضاف، خلال اجتماع الحكومة الأمني، أن هذه الموجة من الهجمات من المتوقع أن تتواصل، وأن اليهود يستحقون الأمن فى كل دولة، مشيرا إلى "أننا نقول لإخواتنا وشقيقاتنا اليهود أن إسرائيل وطنكم". ومن جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، عقب أحداث الدنمارك، "لشن حرب بلا هوادة فى مواجهة الإرهاب الإسلامى وجذوره". وفى واشنطن، قالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي، إن الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق بالمسئولين فى الدنمارك، وتقف على أهبة الاستعداد للمساعدة فى التحقيق. وفى بروكسل، أشارت المفوضية الأوروبية، فى بيان، إلى أن "أوروبا تقف جنبا إلى جنب مع الدنمارك، فى المحافظة على حرية التعبير والخطابة.. لن يتم ترويع أوروبا". وفى الوقت نفسه، شهدت ألمانيا والسويد إجراءات أمنية مشددة، تحسبا لأى هجمات مماثلة، حيث قررت الشرطة الاتحادية الألمانية تشديد الرقابة على الحدود. وفى فيينا، أكد المستشار فيرنر فايمن رئيس وزراء النمسا رئيس الحزب الاشتراكى الديمقراطي، أن "حرية التعبير، ووسائل الإعلام، والفن بالشكل والتعبير، هى أهم إنجازات مجتمعنا"، مؤكدا مواصلة العمل على حماية هذه القيم بكل قوة. وفى هذه الأثناء، رأت صحيفة " صنداى تليجراف" البريطانية أن الأحداث المأساوية، التى وقعت فى الدنمارك، تدعو بريطانيا لضرورة الاستعداد الجيد لأى هجوم على حرياتها.