بعد سنوات طويلة من حرب أكتوبر المجيدة وفى زمن السلام تم تجنيدى فى القوات المسلحة المصرية وتم إلحاقى على سلاح المهندسين بأحد ألوية إزالة الألغام والقنابل التابعة للقوات البرية. التى كانت تعمل بصفة مستمرة فى السلم مثل الحرب تماما، وكانت أطقم إزالة الألغام تخرج يوميا مع أول ضوء للنهار وتعود مع آخر ضوء فى النهارإلى كتائبها من منطقة عملياتها، والتى كانت تشمل كل مناطق العمليات الحربية السابقة فى صحراء سيناء وعلى شواطئ البحر الأحمر و بعض شواطئ البحر المتوسط و الصحراء الغربية وتعود حاملة للألغام المرفوعة بعد تأمينها، وكذلك القنابل التى لم تنفجر بمختلف أنواعها بعد تأمينها أيضا، والناس نيام أو يمارسون حياتهم الطبيعية بينما هؤلاء الأبطال يعملون فى صمت، وحتى اليوم، معرضين أنفسهم لانفجار هذه الألغام أو القنابل فى أى لحظة مع أى خطأ شخصى وارد، ومع علمهم بإمكانية انفجار هذه الألغام نتيجة لزيادة حساسيتها، وعلمهم أيضا أن هناك قنابل مشركة أى ذات شراك خداعية مبرمجة على الانفجار بمجرد التعامل معها لتأمينها، كما أنه كان وقتها هناك تواضع لمستوى كواشف الألغام المتاحة، وأتيح لى أيضا أن أعمل فى مناطق نائية وأرى رجال حرس الحدود وهم فى عمل دائب ليل نهار فى دوريات فى سيارات وبعضها سيرا على الأقدام فى صحراء مترامية مقفرة، وعلى شواطئ غير مأهولة، وأحيانا فى حفر برميلية لأيام أو مناطق شاهقة الارتفاع لمراقبة الحدود ليلا ونهارا. لذلك أتعجب أن هناك من يحاول قتل أفراد من جيش بلده وأردد دائما إنهم لايعلمون، ولهذا أطالب بضرورة توجيه الإعلام للنغمة الصحيحة لصالح الوطن. د.عبدالمنعم بدوى عبدالوهاب انتهت أصدق وأعمق رسالة تلقيتها فى بريدى الإلكترونى فى الفترة الأخيرة ولا أملك سوى أن أوجهها للمغيبين الذين تحركهم عناصر الشر والإرهاب لكى يهتفون - دون وعى - هتافهم البغيض: «يسقط حكم العسكر»..بعيدا عن المزاج العام للشعب المحب لقواته المسلحة والمؤمن بأهمية دورها - رغم أنف الكارهين - كجيش وطني! خير الكلام: قم إلى الأبطال نلمس جرحهم.. لمسة تمسح بالطيب يدانا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله