يستعين المشاهير وكبار رجال الأعمال الآن وخاصة النساء بالبودى جاردات لكى يحمينهن من أى شىء مكروه، ولكن قديما اختلف الأمر فكان من يحمى النساء هن النساء الجميلات من الوصيفات والخدم، فماذا كان يحدث فى حرملك الخديو إسماعيل؟! عن كيفية استقبال زوار جناح حريم الخديو إسماعيل،ذكر أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديو فى مذكراته: “إن استقبال الزائرات سواء كُن من الإفرنج أو من أهل البلد، كان يتقدم فيه الأغا ويساعدهن فى النزول من العربة ويرافقهن إلى باب الحريم”. وبعدها تأتى دور الجوارى المدربات كى يتسلمن منهن “اليشمق والفراجيه” أو المعاطف وترافقهن إلى الصالون فى الدور الأسفل، ثم ترشد الزائرات إلى الصالون الخصوصى للأميرات بالدور الثانى. وفى الاستقبالات المهمة تتقدم الزائرات إحدى “القلفاوات” فى زى رجل بملابس مزركشة، وكانت تختار من بين الجوارى ذات الوسامة وصاحبة القدر الرشيق، هذه الجارية تحمل فى يدها عصا غليظة فتسير بين أيديهن إلى حيث البرنسيسات وكان يطلق عليها “الشاويش”. وكان فى تلك الحقبة الأميرات يلبسن الملابس الحريرية الفاخرة ذات الألوان الزاهية والأذيال الطويلة فى زى إفرنجى، وكن يجلسن عند الاستقبال بجوار بعضهن، وتقدم الزائرات كل واحدة منهن الوصيفة الخاصة بالترجمة عند وجود أجنبيات، وكان يقوم بهذه المهمة بالتناوب وصيفتان هما “قوبسز” هانم و”جارة سز هانم”. وفى مصر الآن أصبح الكثير من النجوم يحرصون على مرافقه البودي جارد لهم في معظم تحركاتهم وخطواتهم، حيث يعتبره البعض ضرورة حتمية لحمايته من تزاحم الجمهور على الفنان أثناء تواجده في الأماكن العامة، حيث يندفع المعجبون نحو النجوم للالتقاط الصور الفوتوغرافيه معه, أو حتى للسلام عليه لكونه نجماً وله شعبية كبيرة, لذلك قرر البعض وربما الأغلبية العظمى من النجوم الاستعانة ب"البودي جاردات" أصحاب العضلات المفتولة الذين يتمتعون ببنيان ضخم لحمايتهم والدفاع عنهم والتدخل في الوقت المناسب قبل إصابتهم بأي ضرر. ويتسبب "البودي جارد" في بعض الأحيان في إفساد الحفلة أو المناسبة التي يتواجد بها بالهجوم والاعتداء على لصحفيين أو على الجمهور بمجرد محاولتهم الاقتراب من الفنانين،. كما كان ل"البودي جاردات" دور عند أبواب قاعات العرض، والمفارقات من هذا النوع كثيرة في الآونة الأخيرة مع بداية انتشار ظاهرة "البودي جارد". وتعد ظاهرة "البودي جارد" ظاهرة من مظاهر الرفاهية بين الأغنياء ومهنة تجلب المال بيسر لبعض البلطجية في مصر، حيث بدأت بين ذوي الدخولالمرتفعة وتحديداً رجال الأعمال والفنانين، إلا أن الظاهرة تطورت بعد ذلك وأصبحت سلعة تستغل في كثير من أعمال البلطجة سواء عن طريق أفراد أو شركات، وتعددت الأدوار من حماية أشخاص الى تقفيل لجان انتخابية لبعض المرشحين في الانتخابات. "خزاعة" و"بتيستا" و"الزيني" و"هوجان" و"الصعيدي" و"فرعون".. هذه أسماء الشهرة التي يستخدمها أشهر البودي جاردات في مصر، اختارها أصحابها لترهب من يسمعها، فإرهاب الغير هو وظيفتهم، ويستخدمون في ذلك عضلاتهم المفتولة والتي هي الشرط الوحيد الواجب توافره للعمل في هذه المهنة,بخلاف طعام هذا الوحش الذى يحتوى على لحوم ومكملات غذائية وهرمونات بما يزيد على 1500 جنيه شهريا. لمزيد من مقالات ياسر عبيدو