مع فتح باب الترشح لمجلس النواب، دخلت أروقة الأحزاب والقوى الوطنية في حالة طواريء قصوى، استعدادا للمعارك الشرسة المتوقع اندلاعها بين مرشحي القوائم وكذلك مرشحى الفردي، خاصة في ظل الأنباء التي تتردد حاليا عن دخول عدد من أعضاء "الحزب الوطني المنحل" حلبه المنافسة، وفي مقدمتهم أمين التنظيم السابق أحمد عز. بالنظر إلى القوائم الانتخابية نجدها تبلغ 5 قوائم مدنية، مما يدل على فشل الأحزاب والقوى الوطنية في تكوين قائمة موحدة، بسب غياب التنسيق والمصالح الشخصية التي تغلب على بعض الأحزاب التي تتسلح بالمال .. وفي الوقت ذاته هناك ما يقرب من حوالي 125 حزبا لم يلحقوا بماراثون الانتخابات، نتيجة للصراعات والفشل في استقطاب المرشحين. تشير التوقعات السياسية إلى خروج الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، من المشهد الانتخابي لعدم اتفاقهم على قائمة وطنية موحدة، وانسحاب بعض الشخصيات من قائمتهما لتكوين جبهة جديدة تحت مسمى "حب مصر". الانتخابات البرلمانية تمثل تحديا واختبارا حقيقا لمدى قدرة القوى الثورية والأحزاب، في ايجاد مكان لها داخل البرلمان، لاثبات تواجدها والمشاركة في سن القوانين والتشريعات الجديدة، التي ستكون قاعدة إنطلاق وارتكاز لمصر الجديدة. ويكتسب البرلمان المقبلة أهمية كبرى، بسبب الصلاحيات التي منحها أياه الدستور الجديد، ومنها تعيين وسحب الثقة من الحكومة، وتعطيل قرارات أو قوانيين تصدر عن مؤسسة الرئاسة .. الأمر الذي يدعو الناخبين إلى ضرورة الإختيار الصحيح، من خلال إعطاء أصواتهم لمن يستحقها. السياسيين والإعلاميين مطالبين بضرورة توعية وتطوير الفكر الانتخابي لدي المواطنين، وتشجيعهم على المشاركة، والتوعية أيضا ضد الرشى الانتخابية، من أجل اختيار المرشحين الأجدر بتمثيلهم، لوصنع قوانين تحقق العدالة الاجتماعية، والقضاء على الفساد في كافة مناحيه، وأن يكون قادرا على تصويب مسار السلطة التنفيذية لصالح الشعب. من غير المتوقع غياب المال السياسي عن الانتخابات المقبلة، مالم يزداد الوعي لدى المواطنين، وتقديرهم لمدى أهمية المجلس القادم، وأن يسعوا لأختيار أعضاء يعبرون عن إرادتهم وتطلعاتهم وأمانيهم، وأن يشارك بفاعلية داخل البرلمان مما ينعكس ايجابيا على الصالح العام. والسؤال الذي يطرح نفسه .. كيف سيكون دور وسائل الإعلام والنخب السياسية في توعية المواطنين بمراحل العملية الانتخابية لتفادي عدم تسلل رموز النظام السابق لمقاعد البرلمان عبر استخدام المال السياسي؟. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر