كلما اشتدت الأزمات وتعاظمت الخطوات أبحث عن صوت للعقل ومرشد للنجاة في فضاء الكتابة والإعلام الراهن فلا أجد أحدا يهديء من روعي ويبدد ظلام وعتمة الأيام الصعبة التي يمر بها وطننا وتخيم علي سماء أمتنا فأتذكر الغائب الحاضر أستاذ الكلمة وعنوان الوعي ورمز الاستنارة الراحل أحمد بهاء الدين. ذهب بهاء الدين إلي رحاب ربه منذ19 عاما ليترك لنا فراغا مخيفا في موضوعية وجدية التحليل السياسي فقد كان دائما الكلمة الواضحة والرأي السديد فلم يخط قلمه حرفا إلا حبا في الوطن وانتصارا للحق والحقيقة.. وكانت وفاته بعد سنوات من الصراع مع المرض الذي تسبب فيه رؤيته لجريمة غزو العراق للكويت حيث أدي انفعاله الشديد إلي حدوث نزيف في المخ أسقطه علي فراش المرض6 سنوات كاملة. لقد كنا أشد ما نكون احتياجا له في مثل هذه الأيام التي تستباح فيها معايير الكلمة الرشيقة والنقد البناء التي تبني ولا تهدم وتوحد ولا تفرق فقد كان رحمه الله مبدعا وصاحب رؤية بمقدار ما هو قاريء متفوق ومستمع كريم وتلك هي أبرز علامات الموهبة المتواضعة التي صانت نفسها من فيروسات العنترية والعنجهية والنرجسية التي صارت للأسف الشديد عنوانا لكثير من المبتدئين في ساحة الكتابة ومنابر الرأي والتوجيه. أين أنت يا أستاذنا العظيم ونحن نعيش حرب الجميع ضد الجميع علي مستوي الأمة كلها بسبب الفكر المتطرف الذي يثير الرعب والفزع في النفوس الآمنة ويفتح شهية تجار الدم والأزمات الذين يريدون أن يستدرجوا أمتنا إلي مواجهة أو صدام حضاري لا يبقي ولا يذر. نتذكرك يا بهاء في ذكري مرور88 عاما علي مولدك ونحن نمضي علي طريق تبدو مسالكه شديدة الوعورة وكثيرة التعقيد لكننا علي ثقة من بلوغ النجاح باتباع منهجية الاعتدال واستراتيجية الإصلاح التي تنقي الحقل الديني من الحشائش والآفات دون أن تمس ورقة أو فرعا من الثوابت الدينية المقدسة! خير الكلام: وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله