مع بداية عام جديد شهدت القنوات المصرية الخاصة أزمات مادية حادة لم يسلم منها أحد وطالت الجميع تقريبا. عوامل كثيرة قد تكون هي المتسببة في الأزمة المالية التي تشهدها أغلب القنوات الخاصة أولها قلة الإقبال علي إعلانات برامج التوك شو خصوصا أن الجمهور لم يعد يرغب كما كان من قبل في متابعة الموضوعات السياسية وأنصرف عنها لصالح المحتوي الترفيهي, أو أن مافيا الوكالات الإعلانية والحرب الخفية بينهم خاصة أن عودة بعض الغائبين عن المشهد من جديد جعلت الأمور في بعض القنوات تصل إلي حافة هاوية الإفلاس, ووصل الحد مع بعض الوكالات إلي منافستها لنفسها بعد استحواذها علي خمس قنوات في وقت واحد والتحكم في انتقال مذيع من قناة لأخري تحت سيطرتهم, كما أن إنحدار مستوي الحوار للعديد من المذيعين وفي العديد من برامج التوك شو كان سببا آخر لا يمكن تجاهله من شأنه إنصراف المشاهد والمعلن عن القناة. وأمام خطر الإفلاس الذي إقترب من بعض القنوات الفضائية, لجأت كل قناة حسب ظروفها إلي اتخاذ إجراءات إستثنائية بعد أن قابلها العديد من العقبات, فعلي قناة المحور استقبلت العام الجديد بإغلاق قناتي المحور2 والمحور دراما من أجل وقف الخسائر خصوصا مع إنخفاض إقبال المعلنين علي القناتين, ثم فكرت القناة في اللجوء لبرامج إكتشاف المواهب باعتبارها الطريق الأسهل لجني الأموال خاصة أن الفن الشعبي في مصر يشهد حالة من الإنتعاش وإقبال الجمهور عليه, وتقديم حكيم لبرنامج نجم الشعب علي شاشة القناة من شأنه أن يجذب الجمهور وأموال المعلنين واتصالات المشاهدين دون أن يكلف البرنامج القناة مبلغا كبيرا في إنتاجه لسببين أولهما أن البرنامج ليس فورمات أجنبي سيتم دفع ملايين لشراء حق الإنتفاع به والثاني وجود اسم حكيم علي البرنامج يضمن توافد المعلنين عليه, ولكن تأخر ظهوره إلي الآن بسبب إرتباطات حكيم التي جعلت الحل السحري للخروج من الأزمة المالية محلك سر, وعلي قناة دريم التي تلاحقها سلسلة من التعثرات المالية فإنها لجأت إلي بيع المقر الإداري بالدقي لإنعاش خزينة القناة قليلا, بعد أن عانت من رحيل أغلب المذيعين الذين إرتبط اسمهم بنجاح القناة والعكس, فرحل قبل نهاية العام الماضي خالد الغندور مذيع الرياضة اليوم, إضافة إلي توقف برنامج العاشرة مساء لعدة مرات ثم عودته بسبب إنزعاج العاملين لتأخر المرتبات والبرنامج يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي الذي يتلقي عروضا عديدة من قنوات أخري ولكنه يرفض حفاظا علي المكانة التي لاقاها في دريم برغم ظروفها الصعبة, كما قررت إدارة القناة تغيير الوكيل الإعلاني كمحاولة للنهوض من العثرة المالية التي تحيط بها, وقناة أن تي في التي كان اسمها بعيدا كل البعد عن اي أزمة مالية تحدث لأي قناة مصرية خاصة بسبب الموقف المالي القوي لملاكها بدأ يتردد إسمها في الفترة الأخيرة في أخبار عن تأخر مرتبات ومستحقات العاملين والمذيعين كان آخرها اخبارا نشرتها وسائل إعلام عديدة عن تأخر مرتبات فريق عمل برنامج السادة المحترمون بالإضافة الي إستغناء القناة عن عدد من العاملين وتفكيرها جديا في توحيد بث القناتين توفيرا للنفقات, وعلي قناة الحياة فهناك أمران حدثا نهاية العام الماضي أكدا أن قناة الحياة لم تسلم من الأزمة المالية التي تواجه القنوات, أولهما رحيل معتز الدمرداش مذيع برنامج مصر الجديدة عن القناة بعد عمل لمدة أربع سنوات تقريبا بسبب محاولات القناة لتخفيض أجره بالرغم من أنه مازال يتبقي عام في العقد المبرم بين معتز والقناة إلا أن معتز قد يرحل إلي قناة أخري مقابل التنازل عن مستحقاته القديمة وقد تكون قناة إم بي سي مصر في هذه الحالة هي الأقرب لانتقاله إليها, بخدماته, كما أدت الأزمة المالية إلي لجوء المواطنين لجهاز حماية المستهلك شاكين قناة الحياة بسبب تأخرها في دفع اموال الفائزين في المسابقات التي كانت تذاع علي القناة ومنها دايرة الحياة والمليونير ولعبة الحياة, وعلي قناة التحرير فقد تأخر ظهور عدة برامج علي شاشتها ومنها برنامج للكينج محمد منير وآخر تقديم فيفي عبدة بعنوان خمسة اموااه وبرنامج آخر يقدمة عزت أبو عوف وهالة فاخر بعنوان عزت وهالة عاملين حالة وبرنامج آخر رياضي يقدمه محمد بركات, ولم تظهر اي من هذه البرامج وظهر بدلا عنها إتهامات متبادلة بين جمال عنايت وإدارة القناة مفادها أن هناك أزمة مالية تأكدت بعدم ظهور البرامج التي نوهت القناة عنها. وعلي سي بي سي فإنها استغنت عن عدد من فرق العمل بها, كما أثير إغلاق قناة سي بي سي إكسترا وهو ما نفته إدارة القناة متمثلة في الإعلامي محمد هاني. بالإضافة الي تلك القنوات فإن هناك قنوات وبرامج اعتادت التوقف بين الحين والآخر ولم يعد كتابة خبر عن توقفها يعد جديدا, منها قناة الفراعين التي أغلقت أكثر من مرة بسبب الأزمة المالية وأيضا برنامج عمرو أديب القاهرة اليومعلي قناة اليوم.