نظم مخيم المقهى الثقافى لقاء مع الكاتب الإسبانى «جوردى استيفا» لمناقشة كتابه «عرب البحر». قدم الندوة مترجم الكتاب الدكتور طلعت شاهين، وشارك فى اللقاء الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد والشاعر محمد سيف . بدأت الندوة بحديث المؤلف الكتاب عن كتابه «عرب البحر» الذى يحكى فيه استيفا عن رحلاته وتنقلاته والمخاطر التى تعرض لها، ويكشف عن معرفة عميقة بتاريخ هذه المنطقة الواسعة منذ الإمبراطوريات العمانية فى القرون الوسطى وحتى عالمنا المعاصر. وقال استيفا إنه كان معروفًا أن العرب هم أهل الصحراء، لكنه فى الكتاب أكد على أن العرب هم أهل البحر، ولديهم اكتشافات بحرية عديدة، منها اكتشافهم سر الرياح الموسمية. وأضاف أنه فى فترة الخلافة فى بغداد كان العرب يسيطرون على تجارة التوابل، وهو ما جعل البرتغال تفكر فى كسر احتكار العرب لهذه التجارة، فأرسلوا سفنهم للمحيط الهندي، حتى يستطيعوا الحصول على التوابل بشكل مباشر، لكنهم لم يستطيعوا الإبحار، لأنهم لا يفهمون معنى الرياح الموسمية، ويمكننا القول بأن ما وصلت إليه أوروبا من اكتشافات كان سببه الأساسى كسر تجارة العرب للتوابل. وعن سبب كتابته «عرب البحر» قال: «كنت فى طفولتى أجلس إلى البحر المتوسط غارقًا فى أحلامي، مناضلًا ضد القراصنة الوهميين، وأحلم بالشاطئ الآخر متخيلًا مدنا خفية وموانئ تدخلها سفن شراعية عربية قادمة من موانئ سحرية.» ولقد فعلها وقام يبحث عن هذا السحر القديم ، وكان الكتاب هو نتاج هذه الرحلة الشيقة. تحدث الكاتب إبراهيم عبد المجيد عن الكتاب فقال: إنه يضم حكايات رحلة فى الزمان والمكان، قام بها المؤلف على مدى سنوات كثيرة، والشخصيات التى قابلها المؤلف تجعل القارئ فى حالة حضور وإلمام دائم بالمكان والزمان وقت الحضارة العربية القديمة التى استطاع الكاتب فى تصويرها بشكل مبدع.وعن الصعوبات التى قابلت الدكتور طلعت شاهين فى ترجمته قال: الكتاب مكتوب بلغة أدبية راقية لكن بالرغم من هذا قابله الكثير من الصعوبات منها أن استيفا كتب أسماء المدن كما سمعها، وعند ترجمته هذه الأسماء كان ينبغى عليه أن يبحر فى رحلة طويلة بين الخرائط ليجد الأسماء الصحيحة.