فى لهجة قوية قال الرئيس عبد الفتاح السيسى « لن أكبل أيدى المصريين للثأر للشهداء الذين راحوا فى الأعمال الإرهابية الغادرة، وأنتم ستأخذون بثأر مصر، وأنتم من سيحميها ويدافع عنها». جاءت كلمات الرئيس لتفجر حماس الضباط والأفراد والمواطنين وترفع من معنوياتهم، وتضع فى جسد كل شخص منهم ( قلب أسد) لمواجهة أعداء الوطن. فعقب الأعمال الإرهابية المؤسفة فى العريش والتى حصدت أرواح أكثر من 30 شهيدا ، تسابق عدد كبير من ضباط الشرطة على مستوى مديريات الأمن بالمحافظات لتقديم طلبات نقل للخدمة فى سيناء للمشاركة فى الحرب على الإرهاب ، والثأر لدماء زملائهم الشهداء . تحقيقات « الأهرام « تابعت الموقف الفدائى لرجال الشرطة فى الدفاع عن كل شبر من أرض الوطن . فى البداية يقول اللواء هانى عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية إن هذا التصرف الإيجابى ليس جديدا على رجال الشرطة البواسل الذين يضحون بأرواحهم فداء للوطن ، كما أن الإدارة العامة لشئون الضباط والأفراد تلقت العديد من الطلبات التى تقدم بها عدد كبير من رجال الشرطة من الضباط والأمناء والأفراد لنقلهم إلى شمال سيناء لمواجهة التحديات التى يواجهها زملاؤهم. وأضاف - عبد اللطيف - أن هذا التصرف يؤكد الروح المعنوية المرتفعة جدا فى صفوف ضباط الشرطة فى هذه المرحلة الحاسمة لمواجهة الإرهاب. وأكد المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية أن هذا الإجراء يؤكد إدراك رجال الشرطة لطبيعة المرحلة وتحدياتها التى تدفعهم لهذا الأمر، حيث إن البلاد تواجه مخططا إرهابيا ضخما، لكن الجهود الأمنية التى بذلت والجهود التى بذلها رجال الشرطة خلال الأسبوع الأخير أفشلت هذا المخطط بالكامل. وشدد اللواء هانى عبد اللطيف على أهمية تكاتف الشعب مع الشرطة لمواجهة العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون ، وأن رجال الشرطة هم الحصن القوى لحماية المواطنين . معرضون للاستشهاد « ويعلق اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق على موقف ضباط الشرطة قائلا : هذا التصرف يجسد الطبيعة الشرطية التى تقدم أرواحها فداء للوطن ، كما أن هؤلاء الضباط عندما تقدموا بطلباتهم يدركون تماما أنهم معرضون للاستشهاد فى سبيل الوطن لكن عزيمتهم قوية فى مواجهة الإرهاب الأسود . ويضيف مساعد وزير الداخلية السابق أن المعدن الأصيل لرجال الشرطة يظهر فى وقت الأزمات والمحن والشدائد التى تمر بالوطن خاصة أننا فى حالة حرب ، لذلك لا يعلو أى صوت فوق صوت المعركة . وطالب اللواء محمد نور جميع أجهزة الدولة بالوقوف بجانب رجال الشرطة البواسل وتكون أيدينا فى قبضة واحدة لنهزم أعداء الوطن. وأشار إلى أنه سيتم تنظيم كل الطلبات التى تقدم بها الضباط والأمناء والأفراد ، ومراعاة الشروط الواجب توافرها فى كل الأشخاص المطلوبين لاختيار المناسب منهم . وأضاف اللواء محمد نور أن هذه التنظيمات توجه ضرباتها للبنية التحتية للدولة وتضرب فى البنية الأساسية الاقتصادية، وأن التنظيمات الإرهابية سقطت أقنعتها، وهى الآن تعمل منفردة ولا تحمل سوى الشر لكل أجهزة الدولة من شرطة إلى جيش إلى إعلام. وأضاف اللواء محمد نور الدين أن الإرهاب ليس له أعوان فى مصر، وأن الحال تبدل عما كان قبل ثورة يناير، مؤكدا أن الشعب راض عن حكومته وعن إدارة البلاد. « الموقف الشجاع « وثمن اللواء سامح أبو هشيمة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية الموقف الشجاع الإيجابى لرجال الشرطة ، وتفانيهم فى العمل الأمنى وتقديم أرواحهم فداء للوطن ولتطهير سيناء من الإرهاب، وإعادة الأمن لأهالى العريش. وأضاف اللواء أبو هشيمة أن حماس رجال الشرطة يعطى الأمان للمواطنين ويجسد الروح القتالية والمعنوية العالية والشعور الإيجابى لخدمة الوطن والتضحية فى سبيله .و أن طلبات الضباط للنقل لسيناء يعد قرارا حماسيا وبطوليا بسبب حزنهم الشديد على زملائهم الذين يتساقطون يوميا لكى يقدموا أجسادهم وأرواحهم فداء للوطن، ويثأروا لزملائهم شهداء الإرهاب الأسود . وأكد أبو هشيمة أن القوات المسلحة لديها القدرة على مواجهة التنظيمات الإرهابية خاصة أن الروح المعنوية لرجالها مرتفعة فى ظل مساندة الشعب له . وطالب اللواء سامح بتأكيد الترابط والوحدة بين المواطنين بما يحقق للجيش الرضا والعمق الوطنى , ولا بد من تقدير تضحيات الجيش ، ومساندتهم معنويا خاصة أن هناك حربا نفسية تحاك ضد رجال القوات المسلحة . وأوضح أن الشعب يثق فى القوات المسلحة التى تمتلك الكفاءة والقدرة على تحدى الصعاب فى مواجهة الإرهاب ، كما أن الوعاء التجنيدى له دور كبير فى خدمة القوات المسلحة ويعطيها من القوى البشرية ما تحتاجه.