نظمت خيمة ملتقى الابداع ندوة حول رواية أسود دانتيل للكاتبة حرية سليمان التى صدرت حديثا عن دار نون للطبع والنشر , أدار الندوة خالد الصاوى وناقشها الناقد عمر شهريار والكاتب محمد القصبى والكاتبة أمينة زيدان , ترتكز الرواية حول حياة الفتاة درية عبد الحكيم حيث يلعب الماضى دور الشريك الأساسى فى حياتها , تعمل صحفية طموحا ومتطلعة , تبحث عن مستقبل يلاحقها فيه الأمس بكل خباياه وأزماته . قال الناقد عمر شهريار إن الكاتبة لا تتبع فكرة التتابع الزمنى دائما , بحيث تكون حركة الزمن حركة زجزاجية, فمثلا تتحدث عن الماضى ثم تعود للحاضر , ولا تلبث أن ترجع للماضى مرة أخرى ولا تلبث أن تعود إلى نقطة البداية وهكذا , فالاحداث تدور فى فضاءات مكانية واسعة, واستطاعت أن تمسك بخيوط شخوص الرواية على مدار النص السردى بذكاء وتمكن , وأخذ الناقد على الكاتبة وقوعها فى بعض الأخطاء الدرامية فى أثناء كتابتها النص الأدبى , غير أنها تميزت بقدرة عالية على السرد والوصف وكأنها شاهدت الأماكن التى وصفتها بأم العين رغم أنها لم تذهب إليها مطلقا. أما الروائى والصحفى محمد القصبى فيرى أن حرية سليمان لها طريقتها الخاصة فى الكتابة وبالذات فى رواية أسود دانتيل , واضاف: نجد أنفسنا أمام ملحمة من صراع المشاعر, وهذا يتطلب لغة خاصة جدا , تتجسد فى صراع الأب مع الحبيب الأول لابنته على , ثم خالد ثم مع البيئة المحيطة والمجتمع , هناك طاحونة لم تكف عن الدوران منذ كانت بطلة الرواية طفلة وحتى أصبحت فى عقدها الخامس. وأضاف أنه من الطبيعى أن تكون اللغة فى هذه الحالة مثل شلال متدفق محمومة بالمشاعر , معترضا على النقد القائل بأن فى الرواية عوارا لأنها لم تشطرها بالفصول , قائلا إن الرواية عبارة عن دفقة قوية من المشاعر لا تستطيع فيها الفصل , فنقرؤها فى نفس واحد دون توقف. وقالت حرية سليمان إن هذه الرواية أخذت منها عامين كاملين وتجربتها معها لها علاقة مباشرة بتجربتها فى الحياة , مشيرة إلى أن ميزة الوجود مع أب يجيد الكتابة وشاعر محترف أنك تتعرف على نفسك. فالانسان قيمة ومعنى عميق لا يمكن إغفاله ووأردفت قائلة : بدأت أشعر أننى أريد أن أكتب وأنا فى سن مبكرة فى الثانية عشرة من عمرى. حينها شعرت بالفرق بينى وبين صديقاتى. وكنت أختلى بنفسى للقراءة والكتابة , وعندها كنت أتمنى أن اختار طريقا لحياتى فى عالم الصحافة , لكننى وجدت أن ذلك لا يتناسب مع حياتى الشخصية, ثم أخذتنى الحياة. وكنت أشعر دائما أن ثمة شيئا ينقصنى ومفقود داخلى , وتقول عن بطلة الرواية ز درية عبد الحكيم أنها شخصية خلقت نفسها بنفسها , وكانت فى الأساس قصة قصيرة ثم تحولت إلى رواية , وهى دعوة للتطلع إلى المستقبل ولحياة جديدة بعيدا عن الماضى بكل أوجاعه.