قامت الدنيا ولم تقعد علي قبلة الدكتور البرادعي للفنانة الأمريكية الشهيرة انجلينا جولي في مهرجان برلين الأخير للسينما من اجل السلام, وأنشئت صفحات علي الفيس بوك من اجل هذا الامر.. وتم من خلالها التنديد بالبرادعي الحاصل علي جائرة نوبل للسلام عام2005, وصاحب مبادرة المعارضة الصريحة والواضحة للنظام السابق.. وانجلينا صاحبة المبادرات الانسانية الرائعة التي تعلو بقيمة الفنان الحقيقية في الحياة وتسمو بدوره. ان حضور الدكتور البرادعي لهذا المهرجان كان تقديرا له من أجل سعيه المستمر من اجل السلام العالمي فقد كان هدفه ان تستخدم الطاقة النووية في السلم لا في الحرب فاستحق جائزة نوبل للسلام وقدرها نحو مليون دولار أمريكي تبرع بقيمتها الي الفقراء والمحتاجين في مصر. كما اشاد رئيس المهرجان بدور البرادعي في الثورة المصرية التي صنعها شباب مصر التي تعد نموذجا رائعا للثورات في العالم. وجاءت كلمة البرادعي في هذا المهرجان ايضا هادفة وبناءة حينما اشاد بثورات الربيع العربي التي تعد اولي ثمارها هو اختفاء ثقافة الخوف من هذه المنطقة الي الابد, ولا عودة للوراء مهما كانت الاسباب.. فالثورات مستمرة لحين وصولها الي مبتغاها من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية, اما انجلينا جولي فقد قدمت الكثير الي البشرية والإنسانية بصرف النظر عن الدين او اللون او الجنس, فقد وهبت ربع ثروتها الي الاطفال والنساء في المناطق المنكوبة في العالم, فقد وهبت مليون دولار الي منكوبي دارفور و20 مليون دولار الي دعم اللاجئين في العراق و5 ملايين دولار الي اطفال كمبوديا ومليون دولار الي منظمة الطفل العالمي ومليون آخر لمنظمة اطباء بلا حدود لمعالجة ضحايا الحروب والإيدز في العالم كله وجائزتها في هذا المهرجان كانت عن اول فيلم لها من اخراجها( ارض الدماء والعسل) الذي يفضح انتهاكات الصرب ضد مسلمي البوسنة. اسأل اصحاب الصفحات الفيسبوكية التي نالت من هاتين الشخصيتين.. ألم يحاولوا البحث من خلال الفيس بوك ايضا للتعرف عن كثب علي اسباب حضور وتكريم البرادعي في هذا المحفل الكبير الم تروا ان حضور البرادعي كان هدفه هو تكريما لثورة25 يناير, لعل هذا الموقف وغيره يدعونا للتريث ولو برهة قبل مهاجمة اي طرف آخر والبحث عن المضمون قبل الشكل والجوهر قبل المظهر, اعتقد نحن الآن في مرحلة تاريخية مهمة نحتاج فيها الي الحكم بموضوعية علي كل الأمور في حياتنا ونتعد عن الهجوم والسطحية.. ولانضيع وقتنا في القشور فتغيب عنا الحقيقة..