يحتفل شعب مصر اليوم مع قواته المسلحة بيوم الشهيد تخليدا لذكري شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للحفاظ علي وطننا الغالي مصر والذين يبلغ عددهم حوالي120 ألف شهيد علي مدار حروبه الأربة بدءا من حرب48 مرورا بحربي56 و67 نهاية بحرب أكتوبر73 المجيدة التي حقق خلالها جيشنا الباسل أعظم انتصار سجله التاريخ الحديث. لقد ساهم هؤلاء الشهداء بدمائهم الزكية في كسر نظرية الأمن الإسرائيلي علي المستوي الاستراتيجي والتي تقوم علي عدة مرتكزات أهمها التفوق الكيفي أمام الكم العربي, كما أحدث انكسار هذه النظرية صدمة عسكرية وسياسية لم يسبق لها مثيل في التاريخ القصير لدولة إسرائيل مما أدي بدوره إلي تفكك تركيبة القيادة السياسية والعسكرية داخل الدولة العبرية. كما أدي انكسار إسرائيل إلي سقوط أساطير إسرائيلية كثيرة رددوها وصدقوها وتبعهم العالم في ذلك مثل الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وأيضا سقطت أسطورة المخابرات الإسرائيلية التي نجح رجال المخابرات المصرية في خداعهم كما سقطت شخصيات إسرائيلية كانت مثل الآلهة أو الأوثان لدي الرأي العام الإسرائيلي ومنها جولدا مائير وموشي ديان. وإذا كنا نشارك أسر هؤلاء الشهداء الاحتفال بذكري شهدائهم الأبرار فإننا نتذكر أيضا شهداء ثورة25 يناير الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نجاحها وبدء عصر جديد لمصر يتسم بالحرية والديمقراطية بعد نظام فاسد ظل يحكم البلاد أكثر من30 عاما, بفضل تلاحم الشعب مع قواته المسلحة التي وفرت له الحماية لتؤكد شعار' الشعب والجيش يد واحدة' لأنهما نسيج واحد. إنني أذكر الشعب المصري الغيور علي وطنه أن قرار عدم إطلاق رصاصة واحدة علي أي مواطن حمت البلاد من شرور الحرب الأهلية وأن الجهد الكبير الذي يقوم به جيشنا لحماية الجبهة الداخلية بجانب حفظ حدود البلاد أمر يستحق عليه التكريم وليس النكران فانحياز الجيش وقادته للشعب لا يقبل التخوين كماأن تسليم البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة أمر لا بديل عنه. المزيد من مقالات ممدوح شعبان