إيه يا الميدان.. يا كنت أحن الميادين أسمك التحرير وكنت أملا من قلوب شعب أراد إسقاط دولة الإستبداد بثورة شعبية عفوية إندلعت من وسط ظلام القهر والظلم والمحسوبية والفساد ، إنطلقت من قلوب أطهر الشباب الحالم بشعارات قلبية قبل الألسنة من حناجره الملتهبة عيش حرية كرامة إنسانية عدالة إجتماعية، فحركت معها ضمائر ملايين الشعب كان مغلوبا علي أمره لاهثا وراء فتات العيش فخرج من قمم الخوف والضعف ، ناشدا حريته ومن ينكر ذلك بعد أربع سنوات فيستدعي شاشات التلفز حينها بشرط مراعاة الخوف من الله والإنتماء الحقيقي لمصر لا المصالح الزائلة. نعم هي ثورة لم يكتمل نجاحها وستظل نبراسا وحلما عند الأحرار وضمائر الأسوياء، وأملا في غد مشرق يستحق هذا الشعب العظيم بحضارته وسلميته وتاريخه في الصبر والاحتمال، وسيظل الميدان رمزا للحرية إيقونة الثورة رغم تغيير ملامحه ورواده ومستقرا لرفرفة العلم المصري رمزا للوطنية الصادقة والتوحد بلا لون أو توجه أو غاية أو تخوين أو متاجرة أو هوي أو تآمر الخلف دور أو ركوبا للأحلام المشروعة أو مؤامرة أياد خارجية أو إنفصام رفاق الأمس، وأحلاما غلفت بدماء الشهداء الأبرار ساكنة قبورهم حتي تبعث يوماً ، وشعارات رنانة انكسرت علي أمواج عاتية فاقدة بوصلة التوجيه مرة تحت صراعات شخصية وأخري بأيديوجيات زائفة وثالثة بثورة مضادة أو إستبداد فوضوي تآمري شرير بدولتنا الحبيبة بوصلة العالم وإستقراره وتوازنه وقوته متناسيا ذاكرته التاريخية بأن مصر دولة أنهزمت علي حدودها كل الغزاة والأمبرطوريات والمؤامرات. 4 سنوات على 25 يناير، ذكري مشهد أستمر 18 يوما تفاصيله لإزالت تداعب خيالاته مئات الآلاف الذين خرجوا فى المظاهرات واعتصموا فى الميادين حتى رحيل مبارك، ولم يكن تجنى علي إسقاط نظام لا يستحق أو إنتفاضة وليست ثورة بدليل أنه سبقتها شهور من الاحتجاجات والمظاهرات والاعتراض على الفساد والخصخصة وتزاوج المال بالسلطة، وتزوير أنتخابات وإشارات لتوريث الحكم وأقلية شديدة الثراء وأغلبية تحت خط الفقر ، فكانت شرارة ثورة اللوتس بتونس وعناد مبارك ورموزه عن قراءة مئات الآلاف بميادين التحرير حتي تصاعدت المطالب أمام تنازلات بالقطرة في الوقت الضائع حتي طغي مطلب " الشعب يريد إسقاط النظام" فكانت شعلة الغضب بعد سقوط الشهداء من ورد الجنان وتوهجت نيرانه بعد موقعة الجمل فيتضاعف المتظاهرين في وحدة الميدان فلم يكن أحد يفرق المسلم من المسيحى أو اليسارى من اليمينى يجمعهم العلم والأمل بحثا عن بناء مستقبل أفضل لأبنائهم ، وانتهى الأمر بتنحى مبارك، وتفويض المجلس العسكرى لإدارة شؤون البلاد، لتبدأ مرحلة انتقالية شهدت ارتباكا وتناقضا من إعلان دستوري الذي أدى للإنقسام فكانت "غزوة الصناديق " نتيجتها برلمانا أعوج ورئاسة عاجزة فاشلة أخونية بعد أن خلعوا قناع الشراكة الوطنية الي عشيرة الجماعة وتعليمات المرشد ، فخرج الشعب إستكمالا لثورته في 30 يونيو ضد مرسي مثلما خرجوا ضد مبارك . هذا رصد مبسط لكل زوايا وطن جريح بعد مرور 4 سنوات ذهبوا دون حركة للإمام ولم تتحقق أهداف مشروعة لثورة شاء وآبي من آبي ، بل نعم في ذاكرها من خرج عليه الملايين دون محاسبة قاتل وظالم ومفسد ومزور ، ومن أغتال شبابا في عزهم وضيع أحلام عائلتهم متشحي السواد والحداد منتظرة القصاص ، ولا يسعنا إلا أماني تحقيق الأحلام مع الذكري القادمة .. بجانب تذكر شهداءها بضحكتهم فلن ننساهم فلم نذق طعم الكرامة إلا بتضحياتهم مع عهدا بعدم السكوت فلا ولن نقع في الخداع من جديد. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ