ان يتعاطف جمهور السينما مع امراة مسكينة او فتاة مجروحة او ام تجرى على تربية ابنائها فهذا امر طبيعى فى مجتمع ذكورى مصاب بانفصام فى الشخصية , نجرح المراة ثم نربت على كتفيها , نكسر انفها ثم ندافع عن حقوقها , نخونها ثم نركع امامها راغبين فى العفو و السماح , كان هذا هو نهج السينما المصرية فى الخمسينيات من القرن الماضى , كان نجمات السينما تفضلن هذة النوعية من الادوار التى كانت تداعب دموع المتفرجين . ولكن أن يتسامح الجمهور مع زوجة خائنة , فهذا هو الغريب و الجديد , و هذا هو الرهان الذى لم تخسره فاتن حمامة حينما قامت ببطولة فيلمها الأثير ( نهر الحب) و الماخوذ عن قصة اجنبية ( انا كارنينا لتولستوى ), حيث كانت قصة الفيلم تدور حول زوجة يكبرها زوجها بسنوات كثيرة وكانت تعانى من اهمال زوجها و تكبره عليها و معاملته المهينة معها باعتباره رجل سياسى بارز و قريب من نظام الحكم مما أكسبه غرورا و غطرسة ذاقت منهما الكثير و لكنها تحملت من اجل ابنها الوحيد ------ ثم دارت الايام و قابلت فارس أحلامها و الذى كان فارسا بحق , لم تراعى الزوجة زوجها و لا ابنها. و اندفعت وراء مشاعرها حتى وقع المحظور و اكتشف الزوج الخيانة , و ككل القصص كان لابد ان ينتقم الزوج و يثأر لكرامته, لكنه هادن و طلب من العاشقين مهلة حتى تنتهى الانتخابات السياسية التى كان يخوضها، لنفاجأ بنوع اخر من الخيانة، هو خيانة الرجل لكرامته من اجل مصلحته السياسية، و بعد ان ينول مراده يتخلى عن وعده و يرفض تطليق زوجته الخائنة، و قد تعرض الفيلم لبعض الانتقادات ومنها إنه يشجع على الخيانة وأنه لا يعالج أي قضية اجتماعية، فالفيلم مقتبس عن قصة أنا كارنينا والقصة الأصلية تحكي قصة زواج البطلة اضطراريا لظروف أسرية وتعاستها مع هذا الزوج ثم حبها لشخص آخر. القصة عقدتها هي انها لا يمكنها الطلاق لأنه وقتها لم يكن يوجد طلاق وبالتالي هي مجبرة على الاستمرار في حياة لا تريدها أما في الفيلم المصري صور الزوج على أنه معقد ورافض لطلاقها تعسفا، حيث من غير المنطقي أن يقال أن الطلاق ممنوع . كان قبول فاتن حمامة لهذا الدور، مغامرة شديدة الجرأة، فالجمهور لا يرحم الزوجة الخائنة، و لكن نعومة فاتن حمامة، و فروسية عمر الشريف , و عبقرية زكى رستم , استطاعت ان تكسب تعاطف الجمهور الذى لا يرحم , بل و يعتبر هذا الفيلم من علامات السينما المصرية التى اصبحت اليوم بلا علامات او ملامح . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا