كعادتها دائما، لم ترد الجماعة الإرهابية أن تمر الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير هادئة كما أعلنت كل الأحزاب والقوى السياسية فى ظل أجواء الحداد التى عاشتها الدول العربية لرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. وطلت على المصريين بإرهابها المعهود لتفسد أجواء المناسبة المجيدة، ولتشعل أعمال العنف فى أكثر من منطقة بغية التشويش على استقرار مصر وبعثت برسالة للعالم بأنها لا تزال تسيطر على الموقف. فى حين يعلم القاصى والدانى أن الجماعة فشلت فى معركة ما تسميه هى «الحشد والتحريض» وبالكاد حركت العشرات للقيام بتصرفات رفضها كل المصريين. لقد شهدت مصر خلال الأعوام الماضية الكثير من التحديات، كانت جماعة الإخوان الإرهابية على رأسها حتى تمكن المصريون من الإطاحة بنظام الحكم الإخوانى بعد عام واحد فقط من توليهم السلطة.. ولكن يبدو أن أنصارهم لا يعبأون بمستقبل وطن، فهم لا يزالون يخططون لنشر الفوضى والدمار والحرق فى طول البلاد وعرضها، ويتوهمون إمكانية عودتهم للمشهد السياسى مرة أخرى بعد أن خدعوا الشعب على مر سنوات تاريخهم بأنهم مجرد جماعة دينية تريد نيل نصيبها من العمل السياسي. ولكن ما أن تصدروا المشهد وتولوا السلطة مستغلين الصحوة الديمقراطية، حتى كادوا يكررون كل أخطاء ما سبقهم من أنظمة ثار عليها الشعب. ولم تتخل الجماعة عن محاولاتها الفاشلة للنيل من أمن واستقرار مصر وتخريب الاقتصاد بشن الاعتداءات على المنشآت الحيوية والبنوك. لقد حادت الثورة فى بعض فتراتها عن أهدافها التى قامت من أجلها، وجاءت بنظام فاش شعر المصريون معه بأن القادم أسوأ، حيث انعدم الأمن والاستقرار وكاد الاقتصاد ينهار تماما بسبب السياسات الفاشلة التى اعتبرها خبراء الاقتصاد «تجريبية» فى دولة مركزية. الى ان حل يوم الثلاثون من يونيو بشمسه ليهب للمصريين نسيم الحرية من جديد، وتجلجل أصواتهم فى الميادين مطالبة بالتغيير مرة أخري، فامتلكت مصر من ذاك رؤى «خارطة الطريق» لتحقق للشعب ما تعاهدوا عليه، ولتبدأ على الفور ملامح دولة تحارب الإرهاب وتضع حدا للانفلات الأمني، ثم تبدأ فى رسم ملامح علاج لمشكلاتنا الاقتصادية المتراكمة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام