الأطفال ضعاف السمع.. هل يضيع عمرهم الزمنى ما بين الجهل بمرضهم أو تجاهل أسرهم له؟.. وهل تعى الأم أنها أضاعت حق هذا الطفل حين لم تنتبه مبكرا أنه، لا يبتسم لها، ولا يناغيها، ولا يتفاعل معها، أى أنه لا يسمع؟ وهل تكون مخطئة مرة أخرى حين تهمل ولاتجرى له «اختبارات السمع» حتى تضمن سلامة أذنيه؟. من أجل الأطفال ضعاف السمع، أقيم فى مصر بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.. واحد من أكبر المؤتمرات العلمية، وذلك احتفالا بمرور 20 عاما على زرع أول قوقعة سمعية للأطفال فى المستشفيات المصرية، وقد أوصى العلماء بضرورة تأهيل الطفل ضعيف السمع على الآفاق المستقبلية الحديثة بدمجه فى المجتمع حتى يتلافى ما يسمى قصور «العمر الزمنى للطفل» ضعيف السمع، وشددوا على أهمية قياس سمع الطفل خلال الأشهر الأولى من عمره والمواظبة على تكرار هذه الفحوص على فترات متتالية خاصة فى العامين الأولين من عمره، وذلك بعد أن اكتشف العلماء أن عمر هذا الطفل يكاد يكون متأخرا عن أقرانه الأصحاء بنسبة تصل من عام إلى عامين من تاريخ ولادته، وقد رأوا أهمية أن تخصم هذه المدة من عمره فى حالة عدم علاجه باعتبار أنه وقت ضائع لم يتعلم فيه شيئا ذلك أنه كان منعزلا عن أى صوت ولا يوجد أى اتصال سمعى بينه وبين المجتمع الذى يعيش فيه، فالاكتشاف المبكر للطفل ضعيف السمع وتقديم المعين السمعى -السماعة أو القوقعة السمعية- هو وبداية احساس الطفل بالصوت، حيث يبدأ العمر الحقيقى للطفل عند بداية دخول الصوت لأذنيه وعند بداية تعلم المخ واكتسابه اللغة ومهارات والتعلم، ذلك أننا نولد كصفحة بيضاء كما يقول د. محمد بركة أستاذ أمراض التخاطب فى طب عين شمس، ثم يأتى السمع ليدخل المعلومات إلى المخ الذى يكتسب اللغة والأفكار المختلفة. ويساعد فى الاكتشاف المبكر لحالات الضعف السمعى إجراء المسح الشامل لكل طفل حديث الولادة، ومن المشرف لمصر حاليا أن فى معظم المستشفيات تتوافر أحدث الأجهزة الموضعية لاختبارات السمع، التى تستقبل الأطفال بداية من الأيام الاولى لولادتهم، وينصح د. بركة بتكرار هذه الاختبارات للطفل عدة مرات خلال مراحل نموه وعمل مقارنات بين النتائج ، خاصة إذا ما لاحظوا تأخرا فى كلامه أو فى تحصيله الدراسى أو ظهور أى عوامل مؤثرة على سمعه، مثل: إصابته بالحصبة الألمانى أو الالتهاب السحائى الحمى الشوكية- أو التهاب الغدة النكافية، أو ظهور عوامل لدى الأم تتسبب فى حدوث نسبة من الضعف السمعى لدى الطفل مثل إصابتها فى أثناء الحمل بالحصبة الألمانى، أو الالتهاب السحائى «او الحمى الشوكية»،أو التهاب الغدة النكافية ، أو الإجهاض المنذر أو نقص الأوكسجين فى أثناء الولادة. أما إذا حدث وارتدى الطفل ضعيف السمع السماعة للأذن الواحدة وكان ينبغى ارتداء سماعتين للأذنين معا طبعا لقياس السمع، فيجب أن تعرف الأم أن المعين السمعى العادى -السماعة- ليس هو كل ما كان ينبغى عمله للطفل، لأن الأصل فى السمع هو الجانبان -أى الأذنين- وليس جانبا واحدا، ليظل الانسان محتفظا بتوازنه عموديا على الارض ،ولكى لا يميل على جانب واحد ويفقد توازنه. أما فى حالة زرع القوقعة فلقد أكد العلماء، أنها عمليات من أجل تكبير الصوت قدر الإمكان بداية من الشهر الثانى، ويتباهى الاطباء الألمان أكثر من غيرهم فى العالم باجرائها، ويعتبر الشهر السادس هو الشهر الأمثل والمتبع فى مصر لإجرائها، مع ملاحظة أنه كلما كان زرع القوقعة فى وقت مبكر وخلال العامين الأوليين من العمر، كان ذلك فى مصلحة الطفل المريض لتميزه هذه الفترة بالمرونة التى تقل كلما كبر . وحيث إن الأصل فى السمع هو أن يكون المخ متساويا على الجانبين، فإن الدول تتبارى حاليا فى زرع القوقعتين للأذنين المصابتين بالضعف السمعى الشديد، سواء على مرحلة واحدة أو على مرحلتين. وأخيرا فإن أطفال مصر ضعاف السمع يطالبون بتحمل الدولة نفقات مثل هذه العمليات، لأن ميزانية إجرائها فوق تحمل معظم الأسر.