أنا كاتب رسالة «كاشفة الأسرار» المنشورة بتاريخ 14 فبراير 2014، والتى رويت لك فيها محنتى الشديدة مع زوجتى التى أخذت ابنتينا، وخرجت إلى منزل أبيها دون انفصال رسمي. وهى التى تزوجتها عن حب، بعد تجربة زواج فاشلة مرت بها، وطلاقها من زوجها الذى نصب عليها، والسبب فيما آلت إليه أحوالنا هو أبوها صاحب النفوذ والمال بعد عودته من الخارج. وأقول لك إنه مر عام كامل على غيابها عني، ومعها الزهرتان الجميلتان، ولم أتمكن من مشاركتهما الفرحة بالأعياد. والشعور بالدفء معهما، وأستمتع ببراءتهما وأنا أروى لهما قصص ما قبل النوم، وحرمت من متابعة نموهما وتلعثمهما فى نطق الكلمات، ومازلت أشعر بالحسرة حين أرى الأطفال تتلقفهم أيدى آبائهم فى كل مكان. ووجدتنى من جديد أبعث إليك بتطورات ما حدث، فمازلت أرى بصيصا من الأمل لديكم، وليس هدفى أن أداوى جراح قلبي، فما لها من دواء، ولكنى أتطلع إلى انقاذ ابنتىّ.. من الظروف القاسية التى تعيشان فيها بلا ذنب، فخلال العام المنصرم دخلت ساحة «المعترك القضائي» التى طالما أجبرتنى زوجتى على الدخول إليها. دخلتها أملا فى أن تعود إلى رشدها وترضخ لدورها كأم، وكان سلاحى هو الإنذار بالطاعة، وبعد صولات وجولات جاءت جلسة الشهود التى لم يثبت فيها على الاطلاق أنها تعرضت للضرب والسب مني، وعدم شرعية محل السكن، أو عدم الإنفاق حتى من شهودها الذين جاءت بهم للوقوف فى صفها، وعدت إلى منزلى وكلى أمل فى أن يكون الحكم فى صالحي، وحلمت باليوم الذى أضم فيه طفلتّى الصغيرتين اللتين علمت أنهما تمران بظروف نفسية صعبة حتى إن ابنتى الصغرى كانت تتحدث مع أبناء خالتها، وتخبرهم بأننى قابلتها وعانقتها وأحضرت لها كذا وكذا فى حين أنه لم يحدث شيء من ذلك ثم كانت المفاجأة أن المحكمة رفضت الدعوى مع تطليق الزوجة!! إننى مازلت مستعد أن أبذل قصارى جهدي، وألا أتخلى عن أى أمل لتحقيق السعادة لابنتّي.. انها تطالبنى بتوفير مسكن بمواصفات خاصة ليست فى استطاعتي، وهى تعلم ذلك لكنها تتخذ من هذا المطلب حجة للتطليق، لذا ألتمس مساعدتى فى إيجاد محام على قدر عال من الكفاءة، وسأعطيه أتعابه التى يريدها حتى لو اضطررت إلى الاستدانة فى سبيل حماية ابنتّى من تهور أمهما، وجدهما لأمهما، فإذا لم أتمكن بعد كل ذلك من ضمهما إليّ. فلن أندم ولن أحزن، لأنها ستكون مشيئة الخالق، وسأتركهما فى رعايته متضرعا إلى رحمته، ولتبقى هذه السطور دليلا مهما تدركان من خلالها أننى بذلت كل ما فى وسعى لحمايتهما من براثن «الأسرة المفككة وأننى تنازلت أيما تنازل من أجلهما، وكنت على استعداد أن أقدم لهما روحى عن طيب خاطر، ليؤمنا بحبى لهما مهما حاول الآخرون تسميم عقليهما بأنى تخليت عنهما.
ولكاتب هذه الرسالة أقول: إن حياتك مع زوجتك على النحو الذى أشرت إليه لا يرجى معها الاستقرار، ومحكوم عليها بالفشل حتى لو عادت إليك، ولو صدر حكم الاستئناف لصالحك وعادت إلى بيتك، فانتظر فصولا جديدة من العذاب الذى لا أول له ولا آخر، فالمسائل الزوجية لا يتم حلها عن طريق المحاكم، التى أراها فقط لتحديد حقوق كل طرف لدى الآخر، أما المشاعر والأحاسيس فإنها لا تصدر بحكم محكمة، كما أن أمامها طريقا آخر إذا لم تكسب القضية هو طريق الخلع ومن حقها حضانة الطفلتين فى كل الأحوال مادامت لم تتزوج، كما أنك أنت الآخر سوف ترتبط بأخرى إن آجلا أو عاجلا.. والأفضل هو أن تطوى هذه الصفحة، وتحدد معها سواء بالتراضى أو عن طريق المحكمة وهذا حقك، سبل متابعتك طفلتيك فى المكان والزمان المناسبين وبشكل أسبوعي، وفقا للنظام المعمول به فى محكمة الأسرة، وسيكون متاحا لك أن تسعد بابنتيك، ولكن إياكما أنت وأمهما أن يسيء أى منكما للآخر أمام الطفلتين، حتى تكون تنشئتهما سوية وأسأل الله أن يلهمكما الصواب، وأن ينير أمامكما الطريق السليم.