لى مع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة الكثير والكثير من «المشاهدات» وربما أكثر من الحوارات.. بالطبع أجريت معها حوارات لكن مشاهداتى معها كانت الأكثر فى مشوارها الفنى الذى بدأ مبكرا. بالنسبة لها كانت البداية فى سن السادسة وكانت بدايتى معها وعمرها تجاوز الثلاثين أو الأربعين . قبل عملى بالصحافة وبعد تخرجى مباشرة من كلية الحقوق شاهدت فاتن حمامة وهى تقوم بتصوير أحد الأفلام فى سراى عمرو باشا بالهرم والسراى موجود حتى الآن وكان قد ظهر أيضا فى أفلام كثيرة وكانت علاقتى بأسرة عمرو باشا من خلال صداقة زوجى بهذه الأسرة . بعد ذلك تتبعتها فى عدد كبير من الأفلام ولكن كنت مجرد أكتب خبرا عن فيلم بدأت فاتن تمثله ولا أكثر من هذا، تابعت مسيرتها بعد ذلك من خلال زيارتها لأصدقاء زوجى عمرو باشا وكيف كانت مترددة فى زواجها من عمر الشريف ولكن ما أن كنا نقول لها تزوجيه يافاتن فكانت علامات الرضا تبدو عليها وقد تم بالفعل الزواج. مشاهدتى لها بعد ذلك كانت من خلال صداقتها وزمالتها مع زميلتى الصحفية حسن شاه التى كانت معها فى نفس المدرسة مدرسة الأميرة فوقية ووقتها كان زواجها وهى لم تصل بعد لسن ال 16 من الفنان عز الدين ذوالفقار والد إبنتها نادية. ثم سافرت الى الخارج لتطول إقامتها هناك لعدة سنوات وكان قد تم مايشبه الإنفصال بينها وبين عمر الشريف بعد أن رزقت بإبنها طارق. جاءت الى القاهرة وكنت فى إنتظارها بالمطار وكان أيضا الزميل الراحل محمد تبارك لتحكى لنا كيف سارعت الى الجهة الأخرى من الطائرة عندما أعلن قائد الطائرة أن الهرم يمكن أن يشاهد من الجهة اليسرى لتجرى إليها لتشاهد الأهرامات وهى فى منتهى السعادة. بعد ذلك كانت مشاهدتى لها من خلال الزميلة حسن شاه وهى زميلتى فى كلية الحقوق جامعة القاهرة وذلك عندما كتبت لها قصة فيلم «أريد حلا» ليخرجه لها هنرى بركات.. كانت الإتصالات بيننا فى هذا التوقيت من خلال الزميلة الراحلة حسن شاه. فى وقتها شاهدت لها أغرب منظر ربما فى حياتها عندما كانت تسير فى الفراندة .. فراندة المنزل وهى ترفع الشمسية فوق رأسها تفاديا للمطر عندما قال لها الدكتور بعد جراحة القلب لابد من أن تمشى مدة معينة كل يوم فكانت هذه الشمسية فى الفراندة. شاهدتها أكثر من مرة ولكن الحقيقة مرات قليلة جدا فى دار الأوبرا وبالذات فى حفلات ماجدة الرومي. كانت فى الفترة الأخيرة عازفة على الظهور وعازفة على الإختلاط بالمجتمع وبالمناسبات الفنية التى أقنعها مرة واحدة الراحل سعد الدين وهبه رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بأن تحضر فكانت المرة الأولى والأخيرة. شاهدت ذوق راقى للغاية وبساطة ولكنها أنيقة .. ذلك فى شقتها بعمارة ليبون قبل إنتقالها الى القاهرة الجديدة . وكانت آخر مشاهدة لي.. لهذه الفنانة التى تقاربنا كثيرا من خلال زمالتى للراحلة لحسن شاه وصداقتها مع هذه الزميلة التى كتبت لها فيلم «أريد حلا» .. شاهدتها فى أول إحتفال للفنانين مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أصر على أن ينزل من مكانه ليصافحها بإعتباره يصافح الفنانين فى شخصها ولتترك المكان سريعا كما حضرته فى شبه خلسة وهذه كانت فاتن فى أواخر أيامها .. سعيدة بما تم لمصر وسعيدة بالنظام الجديد الحالى وعاشت هذه السعادة بداخلها فى أيامها الأخيرة بمنزلها لاتبرحه إلا الى المستشفي.