نشهد حاليا تهافت ذوى الإعاقة على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، واللهث خلف الأحزاب والعكس, ولكن لو نظرنا نظرة موضوعية ومستقبلية سنكتشف من خلالها أن المحليات هى الأهم لنا كذوى إعاقة, وهنا يأتى التساؤل، لماذا المحليات؟ فالمحليات هى المحك الحقيقي للتعامل المباشر مع حقوق المواطن اليومية والتعامل مع الجهات التنفيذية مباشرة وخاصة أن الدستور الحالى قد منح عضو المجلس المحلى المزيد من الاختصاصات التنفيذية والرقابية لم تكن موجودة من قبل. هذا بالإضافة إلى أن دور المحليات هو التعامل اليومى مع المراقبة الفعلية لتنفيذ القوانين المرتبطة بحقوق المواطن، و حن كذوى إعاقة أساس معاناتنا تتمثل فى عدم تنفيذ الحقوق المقررة لنا بقوانين وقرارات. المحليات هى مدرسة الواقع لإعداد الكوادر والقيادات السياسية, فلماذا لا نكون جزءا من منظومة المحليات؟ نحن لدينا فرصة ذهبية من خلال حملات المحليات للشباب سواء الحملة الرسمية أو الحملات الشعبية لمنح دورات مجانية للتعريف وشرح المحليات ( ماهيتها, اختصاصاتها, آليات التنفيذ والمراقبة ) نستطيع من خلالها اثقال العلم بالمحليات وخوض التدريب العملى بها وخاصة أنه من خلال تجربتى الشخصية قد سعى القائمين على تلك الحملات للتنسيق معى كمتطوعة فى مجال التعريف والمطالبة بحقوقنا لتعريف زملائى بتلك الحملات, ونهجهم هذا يعكس نجاحنا كذوى إعاقة فى فرض وجودنا على الساحة وتفعيل الدمج الذى نسعى إليه وها نحن بدأنا نجنى ثماره من خلال الشباب وهم القاعدة الأهم لغد نأمل أن يحمل لنا الأفضل, فلماذا ننتظر أن يقدم غيرنا لنا الحق؟ فلنكن جزءا من منظومة المسئولية من خلال التركيز على خوض انتخابات المحليات .. لذلك يجب علينا اغتنام الفرصة، وهنا أقول لكل معاق: إما أن تكون عضوا بالمجلس المحلى والمراقب لتنفيذ الحقوق, أو أن تكون ناخبا على قدر من الوعى يمكنك من الاختيار الصحيح لمن يمثلك, وهذه رسالة لكل ذوى إعاقة، فانتبهوا سريعا للمحليات، حتى لا نبكى على اللبن المسكوب.