اختتم برنامج الخليج العربى للتنمية (أجفند) أعماله فى العاصمة المغربية الرباط بتوزيع جوائزه على المشروعات الفائزة فى مجال التنمية البشرية فى احتفالية بمركز محمد السادس للمؤتمرات بمنطقة الصخيرات. وقد أكد الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية أن" الفقراء بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم للخروج من دائرة العوز، وليسوا بحاجة إلى من يجعلهم وقوداً للصراعات والأطماع التى تروج للهوس الذى يشوه الدين الصحيح ويعطل الانتاج . وقال الأمير طلال فى كلمته فى احتفالية تسليم جائزة أجفند التى ألقاها نيابة عنه نجله الامير تركى بن طلال إن اختيار الرباط لإقامة احتفالية الجائزة يرجع إلى المعايير التى تعتمدها لجنة الجائزة، ومنها موقع الدولة فى خريطة التنمية. وأوضح أن الجائزة التى تأسست عام 1999، للإسهام فى محاربة الفقر أصبحت اليوم آلية مميزة للدعم، ومجهرا تنمويا للبحث والتنقيب عن المشاريع ذات الأفكار الخلاقة، بلغت المشاريع التى تم ترشيحها منذ تأسيس الجائزة 1226 مشروعا استحق منها تسعة وأربعون مشروعا صفة الريادة.. وأشار فى هذا الصدد إلى أن التنمية تحتاج إلى الأفكار أكثر من الأموال، لافتا النظر إلى مشروع بنوك الفقراء الذى بادر به ونفذته أجفند فى 9 دول، هى الأردن اليمن، البحرين، سوريا، لبنان، السنغال، السودان، فلسطين ، موريتانيا و قال الأمير طلال إن مسيرة بنوك أجفند للفقراء تحقق نجاحا تلو الآخر وهو ما يشجع على المزيد من التوسع، ولذلك تم الاعلان أخيرا عن تشكيل مجلس استشارى أعلى للبنوك. بهدف تعظيم فوائد التجربة، ودراسة امتدادها وانتشارها فى الدول العربية بصورة خاصة. كما أعلن أن المغرب سيحتضن عاشر بنوك أجفند ومباركا جهود ممثلى المشاريع الفائزة العام الماضى التى تنافست حول موضوع " تسويق المنتجات المصنعة منزليا " وقال إن المكرمين هم رواد يسهمون فى إثراء الفكر التنموى ونأمل أن يقتدى بهم آخرون يرفعون رصيد الإبداع فى التنمية. وقد أعلنت لجنة جائزة أجفند التى يرأسها الامير طلال فى اجتماعها يوم الثلاثاء الماضى (برامج إبداعية للحد من البطالة فى أوساط الشباب) موضوعا للجائزة عام 2015 تتنافس عليه المنظمات الدولية والإقليمية ، والجمعيات الأهلية ، والجهات الحكومية ، والأفراد. كانت فعاليات منتدى أجفند الدولى للتنمية قد تواصلت على مدى 4 أيام فى الصخيرات المغربية، وضمن أعمال المنتدى نظم (أجفند) و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (فى المملكة المغربية) ندوة حول : الإدماج المالى والتنمية البشرية : تمكين المهمشين اجتماعيا واقتصاديا، وأكدت الندوة فى توصياتها الأهمية القصوى لعمليات تمويل المشاريع ، ووضع الموارد المالية رهن إشارة الشباب والأطفال، حتى تتمكن الشرائح المهمشة والضعيفة من تنفيذ مشروعات تعود عليها بالنفع وقد شهدت الندوة نقاشا بناء ومداخلات تركزت حول ضرورة تقييم مختلف التجارب فى العديد من الدول وإبراز نتائجها وتقييمها بهدف الاستفادة منها. كما أعرب المدير التنفيذى لأجفند، ناصربكر القحطانى عن شكره للمملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا، منوها برعاية الملك محمد السادس لفعاليات منتدى أجفند التنموى، وعبر عن ترحيبه وارتياحه للشراكة بين أجفند والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب . وفى سياق حديثه أشار القحطانى إلى الدور الذى يضطلع به (أجفند) فى مجال التنمية البشرية ومحاربة الفقر فى عدد من البلدان العربية والإفريقية والحلول التى يتقدم بها أجفند لتحسين أوضاع الفقراء. من جهته ،أشار السيد لارى ريد مدير حملة الإقراض إلى رغبته فى تدعيم التعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب ، وأكد أن مساعدة الفئات الضعيفة كالنساء و المهمشين والأطفال من شأنه أن يؤدى تدريجيا إلى القضاء على الفقر. وشدد على ضرورة استفادة هذه الفئات من القروض الصغيرة بهدف تمويل مشاريع مدرة للدخل ، موضحا أن هدف بنوك الفقراء هو اجتثات الفقر من العالم ودعا إلى إقامة نظام مالى يكون متاحا للجميع و يستفيد منه الكل و حث البنوك على مواكبة هذا التوجه والاستثمار فى المجال الزراعى لتمكين صغار المزارعين من الاستفادة من التمويلات الصغيرة ، وقال إن تشجيع الشباب لإطلاق مشاريع خاصة بهم من شأنه إيجاد فرص عمل لهم . من جانبه استعرض البروفيسور محمد يونس الحاصل على جائزة نوبل عام 2006 تجربته مع القروض الصغيرة منذ البدايات الأولى ، وشرح كيف بدأ تأسيس بنك جرامين فى بنجلاديش عام 1997 ، وكيف تم تطويره لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية للفقراء. ونوه يونس الى أن القروض الصغيرة تجربة رائعة، مشيرا إلى أن فى العالم الكثير من البنوك الكبيرة والمتوسطة والصغيرة و رغم ذلك فإن أكثر من 50 فى المائة من سكان العالم لا يعرفون طريق البنوك . وفى إطار أعمال منتدى أجفند للتنمية عقد الاجتماع الأول للمجلس الاستشارى لبنوك أجفند للفقراء. وترأس الجلسة، البروفيسور محمد يونس عضو المجلس، كان الامير طلال قد أعلن مطلع يناير2015 تشكيل مجلس استشارى لبنوك الفقراء، التى أسسها أجفند فى تسع دول حتى الآن. ليضطلع بتنمية تجربة أجفند فى مجال التمويل الأصغر، ودمج الفقراء فى النظام المالى، وفى العملية الانتاجية.. وتعظيم أهداف التجربة، وتعميم فوائدها ودراسة امتدادها وانتشارها فى الدول العربية بصورة خاصة، وفى المجتمعات النامية التى هى بحاجة إلى ما تقدمه بنوك الفقراء من خدمات إلى جانب تقديم المشورة فيما يتعلق بعمل البنوك. وانتهى المجلس إلى إقرار تشكيل لجنة فنية وأخرى لتنمية الموارد، وأكد ضرورة توثيق تجربة أجفند فى تأسيس بنوك الفقراء .