جاء تقرير اليونسكو الحديث حول التعليم مطابقا لما حدث بالفعل فى مصر خلال السنوات الماضية ومازال مستمرا فى اختيار المعلمين للعمل بالمدارس دون الالتزام بالمعايير والعلمية والتربوية وذلك فى خضم السباق نحو سد النقص المزمن فى أعداد المعلّمين. حيث اكد التقرير ان البلدان تقوم بالتخلى عن بعض المعايير وبتقويض التقدم من خلال توظيف أشخاص مدربين تدريبا غير كاف أو غير مدرّبين على الإطلاق، وفق ما خلُصَت إليه وثيقة جديدة بشأن السياسات أصدرتها منظمة اليونسكو. وتشير الوثيقة التى أعدها التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع إلى أن 93 بلدا على الأقل يعانى من نقص حاد فى أعداد المعلّمين، ويحتاج إلى تعيين نحو 4 ملايين معلم مؤهلين علميا وتربويا لتحقيق تعميم التعليم الابتدائى بحلول عام 2015. وأكد التقرير انه إذا جرى تمديد المهلة حتى عام 2030، سوف تحتاج هذه الدول إلى تعيين أكثر من 27 مليون معلم إضافي، وسيتوجب على 24 مليونا منهم التعويض عن الاستنزاف الحاصل فى هذا المجال، بحسب ما تشير إليه بيانات معهد اليونسكو للإحصاء. لكن، وفقا للمعدّلات الحالية، لن يتمكن 28 أو 30 فى المائة من البلدان ال 93 من تلبية هذه الاحتياجات.وتشير الإحصائيات إلى أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعانى النقص الأكبر فى أعداد المعلّمين، إذ تحتاج إلى ثلثى المعلّمين الجدد الضرورى توفيرهم بحلول عام 2030. ويفضى النمو المطرد فى عدد السكان الذين هم فى عمر المدرسة إلى تفاقم هذه المشكلة. وأوضحت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إنّ تعميم التعليم الابتدائى ذى النوعية الجيدة سيظل حلما بعيد المنال بالنسبة إلى ملايين الأطفال الذين يعيشون فى بلدان لا تملك ما يكفى من المعلّمين المؤهلين داخل الصفوف. والمعلّمون هم جوهر أى نظام تعليمي. وتعيين وتدريب معلمين جدد أو قدامى مسألة فى غاية الأهمية لحماية قدرة الأطفال على التعلم فى المدرسة». وتفيد بيانات معهد اليونسكو للإحصاء بأنّ نسبة معلمى المدارس الابتدائية المؤهلين وفقا للمعايير الوطنية كانت أدنى من 75 فى المائة فى عام 2012، وذلك فى ثلث البلدان التى تتوفر بيانات بشأنها. وتنخفض هذه النسبة، فى أنجولا، وبنين، وجنوب السودان، والسنغال، وغينيا الاستوائية، وغينيا - بيساو، إلى أقل من 50 فى المائة. ونتيجة لذلك، يشير التقرير إلى أن تحدى تدريب المعلمين الموجودين أكبر من تحدى تعيين معلمين جدد فى حوالى ثلث البلدان الواقعة فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبري. وقال هارون بينافو، مدير الفريق المعنى بإعداد التقرير العالمى لرصد التعليم للجميع، إنّ وضع معلمين يتمتعون بنوايا حسنة فى صفوف كبيرة الحجم وإطلاق صفة المعلمين عليهم لن يفضى إلى تحقيق طموحاتنا الرامية إلى إلحاق جميع الأطفال فى المدرسة وتوفير التعلم لهم. وقد قمنا بوضع حقيبة أدوات دعم ومناصرة للمعلمين ليساعدونا فى إحالة هذه الرسائل إلى حكوماتهم. فالمعلمون قادرون أكثر من أى شخص آخر على تبيان كيف أنّ النقص فى أعدادهم وغياب التدريب يجعلان من المستحيل تقريبا توفير تعليم ذى نوعية جيدة.