«اليونسكو»: 774 مليون شاب لا يعرفون القراءة والكتابة

احتفلت منظمة اليونسكو، الأحد، باليوم العالمي للمعلم، تحت شعار «الاستثمار في المستقبل.. الاستثمار في المعلمين».
وشهدت المناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية لاعتماد التوصيات الصادرة عام 1966 عن منظمة العمل الدولية، ومنظمة اليونسكو، الخاصة بأوضاع المعلمين، والتي تعتبر توصيات ملزمة أدبياً لجميع البلدان.
ويأتي الاحتفال بالمناسبة لهذا العام، مع صدور تقرير لليونسكو حول التعليم للجميع بعنوان «مستقبل المعلمين في أيديهم»، يستعرض فيه بعض التحليلات الخطيرة حول ما يجب القيام به من قبل الحكومات في العالم للعودة إلى المسار الصحيح لضمان تقديم تعليم ذا معنى لكل فتاة وصبي وإمرأة ورجل.
ويرسم التقرير صورة سلبية للإخفاقات المستمرة في تلبية الالتزام بضمان التعليم للجميع في العديد من دول العالم، خاصة في دول القارة الإفريقية.
ورحبت الحملة العالمية للتعليم، بالتقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2014، داعية الحكومات والجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة نقص التمويل النوعي وعملية الاستبعاد والإقصاء الجارية نتيجة للفقر والتمييز، والذي يعني حسب تقرير الرصد العالمي, عدم تحقيق أي هدف من أهداف التعليم للجميع الست المتفق عليها عام 2000، قبل المهلة المحددة عام 2030.
وأكدت الحملة العالمية للتعليم للجميع، في بيان لها، تأييدها لما أكد عليه التقرير بأن المعلمين الجيدين هم المفتاح للتحسين، مؤكدة أنه لا يمكننا تحقيق جودة التعليم للجميع ما لم يكن هناك استثمار أكبر وأفضل في المعلمين والتعليم.
وعبرت الحملة، عن قلقها إزاء الفجوة الكبيرة في نوعية التعليم على الرغم من إحراز تقدم كبير في إعادة الأطفال إلى المدارس منذ عام 2000.
وأوضحت أن هناك 126 مليون طفل خارج المدرسة الابتدائية والإعدادية، ولا يقل عن 250 مليون طفل في سن المدرسة الابتدائية، نصفهم تقريباً في المدرسة، غير قادرين على القراءة أو الكتابة أو القيام بالعمليات الأساسية في مادة الرياضيات, و774 مليون شاب وبالغ غير قادرين على القراءة والكتابة.
وأشارت إلى أن ما ذكره التقرير من أنه على الرغم من الالتزامات التي قطعت على مدى سنوات عديدة، فإنه لا يزال واحد من بين كل أربعة شباب في البلدان النامية، غير قادر على قراءة جملة واحدة.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي تحدثت فيه «اليونسكو» في وثيقة جديدة لها أصدرتها بمناسبة اليوم العالمي للمعلّم، عن قيام عدد كبير من البلدان بالتخلّي عن بعض المعايير الخاصة بجودة التعليم من خلال توظيف أشخاص مدربين تدريباً غير كاف أو غير مدرّبين على الإطلاق.
ورصدت الوثيقة، والتي أعدّها معهد المنظمة للإحصاء والفريق المعني بإعداد التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، معاناة 93 بلداً على الأقل من نقص حادّ في عدد المعلّمين، وحاجتها إلى تعيين حوالي 4 ملايين معلّم لتحقيق تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015.
وشددت وثيقة معهد «اليونسكو» للإحصاء، على الحاجة إلى تعيين أكثر من 27 مليون معلّم إضافي، موضحة أنه يستوجّب على 24 مليون منهم التعويض عن الاستنزاف الحاصل في هذا المجال.
وحذرت الوثيقة، من عدم تمكن 28 إلى 30 في المائة من البلدان ال 93 من تلبية هذه الاحتياجات.
وأشارت إلى أن معاناة منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من النقص الأكبر في عدد المعلّمين، إذ تحتاج إلى ثلثي المعلّمين الجدد الضروري توفيرهم بحلول عام 2030.
وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، إنّ «تعميم التعليم الابتدائي ذي النوعية الجيدة سيظل حلماً بعيد المنال بالنسبة إلى ملايين الأطفال الذين يعيشون في بلدان لا تملك ما يكفي من المعلّمين المؤهلين داخل الصفوف».
وأكدت «بوكوفا» على شددت عليه وثيقة معهد «اليونسكو» للإحصاء بشأن ضرورة تعيين وتدريب معلّمين جدد أو قدامى، معتبرة ذلك مسألة في غاية الأهمية لحماية قدرة الأطفال على التعلّم في المدرسة.
وأشارت إلى أن الضغوطات التي يفرضها سدّ النقص في عدد المعلّمين، والتي أجبرت عدد كبير من البلدان على تعيين معلّمين يفتقرون إلى التدريب الأساسي.
وتفيد بيانات معهد اليونسكو للإحصاء، بأنّ نسبة معلّمي المدارس الابتدائية المؤهلين وفقاً للمعايير الوطنية، كانت أدنى من 75 في المائة في عام 2012، وذلك في ثلث البلدان التي تتوفر بيانات بشأنها.
وأوضحت أن هذه النسبة تنخفض في «أنجولا، وبنين، وجنوب السودان، والسنغال، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو»، إلى أقل من 50 في المائة.
بدوره، يشير التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، إلى أنّ تحدي تدريب المعلّمين الموجودين أكبر من تحدي تعيين معلّمين جدد في حوالى ثلث البلدان الواقعة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقال هارون بينافو، مدير الفريق المعني بإعداد التقرير العالمي لرصد «التعليم للجميع»، إنّ «وضع معلّمين يتمتعون بنوايا حسنة في صفوف كبيرة الحجم وإطلاق صفة المعلّمين عليهم لن يفضي إلى تحقيق طموحاتنا الرامية إلى إلحاق جميع الأطفال في المدرسة وتوفير التعلّم لهم».
وأكد «بينافو» على ضرورة أن تحرص البلدان على أن يكون جميع المرشحين الجدد لتبوّء مناصب تعليمية قد أكملوا التعليم الثانوي على أقل تقدير.
وأوضح التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع أنّ عدد أولئك الذين يتمتعون بهذه المؤهلات ضئيل، مؤكدا أنه سيتوجّب على 8 بلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تعيين 5 في المائة من خريجي مدارسها الثانوية على الأقل في القوة التعليميّة بحلول عام 2020.
وأكد هندريك فان دير بول، مدير معهد اليونسكو للإحصاء، على أن أغلبية البلدان ستكون قادرة على تحمّل تكاليف تعيين معلّمين إضافيين، إذا استمرّت في زيادة الاستثمارات في التعليم على نحو مطرد.
وأشار إلى أن ما شهدته الميزانيات المخصصة للتعليم عبر أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من نمو خلال العقد الماضي بلغت نسبته 7 في المائة، وذلك من حيث القيمة الحقيقية، موضحا أنه يعكس الالتزام بتوفير المزيد من المعلمين، حسب التقرير.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة