استنكرت هيئة كبار علماء الأزهر الهجوم الاستفزازى المتواصل للصحف الغربية على الدين الإسلامى وشخص رسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا تزال تصر على ذلك، مثل ما حدَث بالدنمارك وما حدث فى باريس من صحيفة مُتواضعة الانتشار فصَلت أحدَ مُحرِّريها البارزين لتعرُّضه من بعيدٍ للمجتمع اليهودى الفرنسى ، فى الوقت الذى دأبت فيه على ازدراء الإسلام ومقدساته والإساءة إلى رسوله - عليه الصلاة والسلام. واعتبرت هيئة كبار العلماء أن تصرف المجلة يعد استفزازًا، وكَيْلًا بمكيالين فى حرية التعبير التى لا يَدخُل فيها السبُّ والقذفُ وإهانة الأنبياء والرسل، كما استنكرت الهيئة كل عمل إرهابى يطيح بالأرواح التى تَحفَظُها وتُكرِّمها القيم الدينيَّة والأخلاقيَّة كافةً، أيًّا كانت الجهة القائمة به وضحاياه أيًّا كانوا. وانتقدت الهيئة فى بيان ، أمس، ظهور بعض من وصفتهم بكبار الارهابيين فى صفوف المتظاهرين فى باريس كبنيامين نيتانياهو، وجندى فى زى المحاربين الصليبيين، وهو ما يَزِيد النار اشتعالا من خلال المزيد من الإساءة والاستفزاز لمشاعر المسلمين، بما ينطَوِى عليه ذلك من دلالةٍ لا تخلو من الإساءةِ وتُخالف ما يعتنقُه الغرب ذاتُه من احترام قيم الإخاء والمساواة والسلام. وطالبت هيئة كبار العلماء الغرب بالتمسُّك بما يُعلنه من مبادئ الحريَّة والإخاء الإنساني، وتُؤدِّى مخالفتُها إلى الكراهيةِ وتُهدِّدُ السِّلم العالمي، ومنع التفرقة والتمييز والتهميش لمُواطنيه المسلمين الذين يُعانون البطالة ضِعف ما يُعانيه المواطنُ الأوروبى العادى وما إلى غير ذلك من صور التمييز فى التعليم والأجور والتمثيل السياسي، فكلُّها تتعرض الآن - فضلًا عن ذلك - للهجوم ومُحاوَلات الإقصاء، وتهدد مصير فئات من المسلمين فى دول الغرب، لم يُقارفوا إثمًا ولا ذنب لهم إلا اختلاف الدين أو لون البَشرة. ودعت المسلمين كافةً فى شتَّى بقاع الأرض إلى مُراعاة أن «الجهالة» - التى يُمارسها البعض - إساءة إلى الإسلام ورسوله - عليه الصلاة والسلام - لا ينبغى أن تُقابَلَ بردِّ فعل «جهول»؛ فقد علمنا القرآن أن ندفع بالتى هى أحسن، وألا نُفارق الحكمة، وهى حكمةٌ تدلُّ على أن المسلم السوى هو نفسه نموذج ورسالة الإسلام إلى الدنيا.