دانت هيئة كبار العلماء بالأزهر، الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، والأحداث التي تلتها في باريس وأسفرت عن سقوط 17قتيلاً، داعية المسلمين إلى "مُراعاة أن "الجهالة" - التي يُمارسها البعض - إساءة إلى الإسلام ورسوله - عليه الصلاة والسلام - لا ينبغي أن تُقابَلَ بردِّ فعل "جهول". واستهلت الهيئة بيانها التي حصلت "المصريون" على نسخة منه بإدانة "الهجوم الاستفزازي المتواصل على الدين الإسلامي وشخص رسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم" من قبل بعض الصحف الغربية، مثل ما حدَث بالدانمارك ومجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية. وذكرت أن تلك المجلة "فصَلت أحدَ مُحرِّريها البارزين لتعرُّضه من بعيدٍ للمجتمع اليهودي الفرنسي إذ قال: إنَّ ابن الرئيس السابق ساركوزي الذي تزوج من يهوديَّة ربما ينتظره مستقبلٌ ماليٌّ ناجحٌ، في الوقت الذي دأبت على ازدراء الإسلام ومقدساته والإساءة إلى رسوله - عليه الصلاة والسلام - والسخرية منه والاستهزاء به"! وتابعت "مع ذلك فنحن مع إدانتنا تصرُّف المجلة، واعتباره استفزازًا، وكَيْلًا بكيلين في حرية التعبير التي لا يَدخُل فيها السبُّ والقذفُ وإهانة الأنبياء والرسل". ومضت قائلة: "كما أَدَنَّا من قبل إرهاب منظمة «داعش» وغيرها من الجانحين - فإننا ندين الآن وفي المستقبل كل عمل إرهابي يطيح بالأرواح التي تَحفَظُها وتُكرِّمها القيم الدينيَّة والأخلاقيَّة كافةً، أيًّا كانت الجهة القائمة به وضحاياه أيًّا كانوا". واستنكرت هيئة كبار العلماء مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي وصفته ب "الإرهابي" "وجندي في زي المحاربين الصليبيين" في المظاهرة المليونية التي شارك فيها قادة وسياسيون من دول العالم بباريس تنديدًا بالهجوم على "شارلي ايبدو". وحذرت من أن ذلك "يَزِيد النار اشتعالاً من خلال المزيد من الإساءة والاستفزاز لمشاعر المسلمين، بما ينطَوِي عليه ذلك من دلالةٍ لا تخلو من الإساءةِ وتُخالف ما يعتنقُه الغرب ذاتُه من احترام قيم الإخاء والمساواة والسلام". واستطردت قائلة: "لذلك ندعو الغرب إلى التمسُّك بما يُعلنه هو من مبادئ الحريَّة والإخاء الإنساني، وتُؤدِّي مخالفتُها إلى الكراهيةِ وتُهدِّدُ السِّلم العالمي، ومنع التفرقة والتمييز والتهميش لمُواطنيه المسلمين". إذ أشارت إلى أن المسلمين في الغرب "يُعانون من البطالة ضِعف ما يُعانيه المواطنُ الأوروبي العادي إلى غير ذلك من صور التمييز في التعليم والأجور والتمثيل السياسي، فكلُّها تتعرض الآن - فضلًا عن ذلك - للهجوم ومُحاوَلات الإقصاء، وتهدد مصير فئات من المسلمين في دول الغرب، لم يُقارفوا إثمًا ولا ذنب لهم إلا اختلاف الدين أو لون البَشرة". وقالت "كبار العلماء" في بيانها: "نحن إذ نُؤمن بالإخاء الإنساني، والمساواة البشرية، والحرية الإنسانية، دون فارقٍ من دين أو لون أو أصل أو جنس، نتطلع إلى علاقات طيبة واحترامٍ متبادل، ورفضٍ للإرهاب في كلِّ صوره وأشكاله؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
وختمت بدعوة المسلمين كافةً في شتَّى بقاع الأرض إلى "مُراعاة أن "الجهالة" - التي يُمارسها البعض - إساءة إلى الإسلام ورسوله - عليه الصلاة والسلام - لا ينبغي أن تُقابَلَ بردِّ فعل "جهول"؛ فقد علمنا القرآن أن ندفع بالتي هي أحسن، وألا نُفارق الحكمة، وهي حكمةٌ تدلُّ على أنَّ المسلم السوي هو نفسه نموذج ورسالة الإسلام إلى الدنيا".