برديس .. ذلك الاسم الفرعونى الموغل فى عبق التاريخ، ومسقط رأس الملك مينا موحد القطرين وعاصمة مديرية جرجا التى كانت مقر الحكم للصعيد فى العصر الحديث، لا زالت تحتفظ بثقلها، فهى الآن أكبر وحدة محلية بمركز البلينا، حيث يصل تعداد سكانها إلى 120 ألف نسمة، وتضم 7 قرى رئيسية، و66 نجعا تابعا، وبالرغم من ذلك فإن أبناء برديس يعانون تعنت الروتين الحكومى والبيروقراطية الإدارية، التى تقف حجر عثرة أمام تحويل (برديس) من وحدة قروية إلى مدينة مستقلة منذ سنوات طويلة، وذلك برغم انطباق المعايير التى أقرها مجلس المحافظين فى 27 مايو 1983 والمتمثلة فى أن يزيد تعداد سكانها على 50000 نسمة، وعن ذلك يتحدث جمال الأمير، أحد أبناء برديس قائلا إنها تضم إدارات لجميع المصالح الحكومية، منها مبنى الوحدة المحلية لبرديس، ونقطة شرطة وسجل مدنى ووحدة مطافى و25 مدرسة بمراحلها المختلفة، و8 معاهد أزهرية بمراحلها ومستشفي، إلى جانب 5000 محل للأنشطة التجارية والصناعية، كما تقدم للدولة مليونا و200 ألف جنيه ضرائب سنويا على الأراضى الزراعية والأنشطة التجارية والصناعية، وهو ما يؤكد أن برديس تنطبق عليها الشروط والمعايير لتحويلها إلى مدينة مستقلة، غير أن البيروقراطية الإدارية ولعبة الانتخابات، والتى تهدف إلى تفتيت الأصوات، أضاعت حلم أبنائها فى تحويلها إلى مدينة منذ سنوات طويلة، أسوة بمدينتى جهينة وساقلتة ويضيف رفاعى محمد محمود، من نجوع برديس، لقد حصلنا على جميع موافقات الوزارات، مثل الرى والزراعة وهيئة المساحة، وتم فصل زمامها الزراعي، وتم تحديد نواحيها، وهى منشأة برديس ونجوع برديس والعساكرة، وفى 25 أكتوبر 1997 وافقت المجالس الشعبية لمحافظة سوهاج، بناء على طلب قدمه الدكتور نبيل نور الدين، رئيس جامعة سوهاج وابن برديس، على تحويلها إلى مدينة، ثم اعتمدها مجلس المحافظين لانطباق جميع الشروط والمعايير، وأهمها أن تبعد عن أقرب مدينة مسافة 7كم، وأن يبلغ تعداد سكانها 50000 نسمة، بل تجاوزت ذلك، حيث بلغ تعداد سكانها وفق التقارير الرسمية 120 ألف نسمة، وبالرغم من ذلك لم تنفذ، وفى عام 2008 وبعد مطالبات شعبية، حدثت انفراجة، وتم إرسال الملف إلى وزارة التنمية المحلية، ثم توقف الأمر مرة أخري، وأضاف أننا نطالب الدكتور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بإحياء هذا الملف، والتصديق عليه، حيث سيسهم ذلك فى تحويل نقطة الشرطة التى تبلغ مساحتها حوالى 4500 متر إلى مركز شرطة متكامل لخدمة المنطقة، وذلك أسوة بمركز شرطة العسيرات بالمحافظة، بعد فصله عن مركز المنشاة، كما يسهم فى تحويل المستشفى الحالي، الذى تصل مساحته إلى (5 أفدنة)، إلى مستشفى مركزى لتقديم خدمة علاجية حقيقية لأكثر من 120 ألف نسمة، وكذلك يسهم فى وقوف القطارات المكيفة بمحطة برديس، وهى المطالب التى طالما نادينا بها لخدمة الكتلة البشرية الكبيرة بالمنطقة، وكانت الإجابة أن ذلك لا ينفذ سوى فى المدن فقط، فهل يتدخل الدكتور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لتحقيق حلم أبناء برديس؟