أخيرا أدرك المسئولون عن جامعاتنا المصرية أهمية الثقافة الوطنية بالنسبة لطلاب وطالبات الجامعات وزيادة وعيهم بقضايا الوطن والولاء له والانتماء لترابه الطاهر باعتبارها السياج الذى يحصنهم ضد أى تيارات أو أفكار هدامة تتسلل إلى عقولهم فتتحول قطاعات منهم إلى جماعات تخرب وتدمر منشآتهم الجامعية دون مراعاة لقدسية الحرم الجامعى والاحترام الواجب للأساتذة الذين تلقوا على أيديهم العلم وهو ما حدث خلال العامين الماضيين من عمليات تخريب وحرق بعض كليات جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية والأزهر .. أيضا ولو كانوا قد تزودوا بقدر من الثقافة الوطنية وأدركوا قيمة هذه المنشآت التنويرية لما فعلوا ذلك وتأكدوا أن هذه الجامعات انشأها أجدادهم وآباؤهم من حصيلة الضرائب التى يدفعها المواطنون من حرَّ مالهم وتخرج فيها ملايين الخريجين الذين أصبحوا مشاعل تنوير فى بلادهم وتولوا المناصب الرفيعة فى كثير من الدول العربية والإسلامية .. وكلنا يعلم أن هذا التخريب والتدمير لبعض كلياتنا كان سببا فى تأخير العام الدراسى الجامعى للانتهاء من عمليات الترميم والصيانة فى هذه الكليات وهو ما أدركه الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر فى الاجتماع المهم الذى عقده المجلس الأعلى للجامعات برئاسة وزير التعليم العالى د.السيد عبدالخالق لأول مرة بمقر المشيخة بالدراسة لمناقشة المشكلات والعقبات التى تحول دون التقدم السريع فى العملية التعليمية وضرورة دعم العلاقة النموذجية بين الطلاب وأساتذتهم والاحترام المتبادل الذى يجب أن يسود فى الكليات الجامعية بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة والطالبات الذين جاءوا من بلادهم لتلقى العلم فى هذه الكليات. وأبدى شيخ الأزهر اهتمامه أيضا بأن يتضمن مقرر الثقافة الوطنية مادة الثقافة الإسلامية التى تشرح للطلبة والطالبات الدين الإسلامى الصحيح الذى يدعو للمحبة والمودة والتسامح بين الجميع ويرفض العنف والإرهاب والتطرف ويغرس فى نفوس الشباب جذور الولاء والانتماء لوطنهم ولنا بعض المقترحات الآتية: أن يتم تدريس هذه المادة من العام الدراسى المقبل فى جميع الكليات بلا أى استثناء .. تشكيل لجنة بالاتفاق مع شيخ الأزهر ورئيس المجلس الأعلى للجامعات للتحضير لمادة الثقافة الوطنية من الآن بحيث تضم اللجنة نخبة من العلماء وكبار رجال الفكر. الاستعانة بمقالات ومؤلفات كبار المثقفين فى شأن الثقافة الوطنيون والخطب التاريخية التى ألقاها الزعماء الوطنى سعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهم. أن تتضمن مادة الثقافة الوطنية بعض القصائد الوطنية التى صاغها كبار الشعراء من جيل الرواد. الاستعانة بمقالات وأحاديث الفقيه الإسلامى د.أحمد عمر هاشم التى أوضح فيها سماحة الإسلام والبعد عن العنف والتطرف وكذلك حلقات الشاعر الكبير فاروق شوشة فى برنامجه التليفزيونى الشهير «أمسية ثقافية» . واستمر أكثر من ثلاثين عاما .. واستضاف فيها كبار المفكرين والمثقفين والأدباء الذين قدموا خلالها نماذج رائعة من ثقافتنا الوطنية يمكن الاهتداء بها فى وضع مقرر هذه المادة الذى اقترحه الإمام الأكبر. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى