يعد أسبوع أبوظبى للاستدامة أول حدثٍ عالمى كبير ضمن مبادرة «عام الابتكار» التى أطلقتها دولة الإمارات بهدف نشر ممارسات الابتكار بوصفها خياراً استراتيجياً يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى الدولة ويعزز مكانتها على مؤشرات التنافسية العالمية. وتتماشى محاور هذا الحدث الذى ينعقد فى الفترة من 17 إلى 24 يناير مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار من خلال المساهمة فى تحفيز وتطوير التكنولوجيا المبتكرة بقطاعات رئيسية تشمل الطاقة المتجددة والنقل والمياه والتعليم. ولأهمية هذه المناسبة التقى «الأهرام» مع الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الاماراتى ورئيس مجلس إدارة «مصدر»، التى تنظم أسبوع أبو ظبى للاستدامة ومن ضمنها فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل. وقال الجابر ل«الأهرام» إن المتحدث الرئيسى فى افتتاح القمة هذا العام سيكون الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، معربا عن تطلع بلاده إلى الاستماع لرؤيته حول الطاقة ودورها فى جهود التنمية، وإلى الأفكار التى سيطرحها. وأكد الوزير الاماراتى أن بلاده على استعداد لمناقشة مختلف سبل التعاون فى كافة المجالات التى تعود بالمنفعة والفائدة المشتركة على البلدين الشقيقين. وأضاف رئيس مجلس إدارة «مصدر» أن أسبوع أبوظبى للاستدامة يعد انطلاقة متميزة لعام الابتكار الذى أطلقته القيادة الرشيدة فى الامارات كمبادرة استراتيجية طموحة لتعزيز الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي. وأعرب الجابر عن تطلعه لأن يكون أسبوع أبوظبى للاستدامة بمختلف مؤتمراته وفعالياته فرصة لتبادل الأفكار بين مصر والإمارات. موضحا أن «مصدر» تقوم حاليا بتنفيذ مجموعة من مشاريع محطات الطاقة الشمسية فى مختلف المناطق الريفية فى مصر، ضمن المشاريع التنموية التى تنفذها دولة الإمارات فى مصر. وحول المؤتمر الاقتصادى الذى سوف تستضيفه مصر، قال الوزير أنه بالتأكيد سيكون هناك فرصة للتواصل وتبادل الأفكار وتوجيه الدعوات للمشاركة فى المؤتمر بما يعزز من الفائدة المرجوة منه. تستضيف أبوظبى خلال القمة العالمية الثامنة لطاقة المستقبل نخبة من أبرز الخبراء وقادة الفكر فى جلسات حوارية لمناقشة أبرز القضايا والتحديات ذات الصلة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. هل لكم أن تطلعونا على أهم القضايا التى ستناقش خلال القمة؟ الوزير الإماراتى: بداية أحب أن أعرب عن سرورى بأن المتحدث الرئيسى فى افتتاح القمة هذا العام سيكون الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ونحن نتطلع إلى الاستماع لرؤيته حول الطاقة ودورها فى جهود التنمية، وإلى الأفكار التى سيطرحها الرئيس المصري. وسوف تنعقد «القمة العالمية لطاقة المستقبل» ضمن «أسبوع أبوظبى للاستدامة» وتعد من أهم مؤتمراته وفعالياته، ودأبت «مصدر» على تنظيم هذه القمة منذ ثمانى سنوات. ونفخر بأنها ساهمت بشكل كبير فى تسليط الضوء على موضوع الطاقة المتجددة وأهميتها فى مزيج الطاقة المستقبلي، لاسيما فى منطقة الشرق الأوسط. وأصبحت القمة حالياً من أهم المؤتمرات العالمية المتخصصة فى القطاع. وكما تعلم فقد تم إعلان عام 2015 عاماً للابتكار فى دولة الإمارات، وهذا يزيد من أهمية أسبوع أبوظبى للاستدامة والقمة العالمية لطاقة المستقبل نظراً لارتباطهما بالتكنولوجيا والأفكار الحديثة التى يأتى الابتكار فى صلبها وجوهرها. وبشكل أساسي، تركز القمة على بحث كيفية ضمان أمن الطاقة فى المستقبل وذلك انطلاقاً من القناعة بأن الطاقة تشكل الشريان الأساسى لكافة الأنشطة الاقتصادية والصناعية والتجارية. وبفضل النظرة المستقبلية بعيدة المدى للقيادة الرشيدة فى دولة الإمارات، تعتمد دولة الإمارات منهجية تركز على تعزيز أمن الطاقة من خلال بناء مزيج متنوع من مصادر الطاقة تشمل الموارد الهيدروكربونية، والطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة التى نسعى لزيادة حصتها. وستناقش جلسات القمة مجموعة من المواضيع التى تهم المنطقة والعالم، بما فى ذلك: فرص قطاع الطاقة فى أفريقيا ومزيج طاقة المستقبل فى شمال أفريقيا، والدروس المستفادة من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حول العالم، وكيفية دمج مصادر الطاقة المتجددة فى شبكات الكهرباء، وتأمين التمويل لمشاريع الطاقة المتجددة خاصة مع بروز «السندات الخضراء»، والفرص المتاحة من خلال التوجه لتعزيز كفاءة الطاقة، والابتكار فى الطاقة النظيفة، إضافة إلى الأبحاث وبناء القدرات وبناء رأس المال البشرى اللازم لعملية توظيف الطاقة المستدامة، والأطر التنظيمية والتشريعية التى تعزز نمو قطاع الطاقة المتجددة. وأضيف أن أسبوع أبوظبى للاستدامة يعد انطلاقة متميزة لعام الابتكار الذى أطلقته قيادتنا الرشيدة كمبادرة استراتيجية طموحة لتعزيز الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي، حيث يسهم الأسبوع فى الجهود الرامية إلى دمج الابتكار فى الاقتصاد الوطنى والنسيج الاجتماعى لدولة الإمارات، وذلك من خلال السعى لتطوير التكنولوجيا وإبرام الشراكات الفعالة ودفع وتيرة الاستثمار فى القطاعات الأساسية. وأن تعزيز الابتكار من خلال الأفكار والتكنولوجيا الجديدة يعد فى صلب أهدافنا الرامية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتنويع مصادر الطاقة وبناء مستقبل مستدام. ومن هذا المنطلق يأتى اجتماع أهم الخبراء والشخصيات القيادية العالمية فى أبوظبى لاستكشاف حلول جديدة وفاعلة وذات جدوى تجارية تساعد على دعم التنمية المستدامة محلياً وعالميا. سبل التعاون المشترك وما هى أوجه التعاون بين مصر ودولة الإمارات فى مجال طاقة المستقبل؟ وماذا عن سبل إيجاد فرص التعاون والاستثمار بين مصر والإمارات خلال هذا المحفل الدولي؟ فى الوقت الحاضر، تقوم «مصدر» بتنفيذ مجموعة من مشاريع محطات الطاقة الشمسية والأنظمة الشمسية المنزلية فى مختلف المناطق الريفية فى مصر، وذلك ضمن المشاريع التنموية التى تنفذها دولة الإمارات فى جمهورية مصر العربية. وتعد مصر من البلدان الغنية بمصادر الطاقة المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ونرحب باستكشاف فرص التعاون فى هذا المجال، وهناك نقاش حول مشاريع محتملة وسيتم الإعلان عن أى مشروع عند تبلوره. ونحن على تواصل دائم مع الأخوة والزملاء فى مصر ونتطلع أن يكون أسبوع أبوظبى للاستدامة بمختلف مؤتمراته وفعالياته فرصة لتبادل الأفكار وبحث سبل تعزيز التعاون فى المجالات ذات الصلة. هل تعتقدون أن هذا المحفل الدولى الذى تستضيفه أبوظبى يمكن أن يعد فرصة للتحضير للقمة الاقتصادية المزمع انعقادها فى مارس بمدينة شرم الشيخ؟ هناك تعاون وتنسيق بين مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بشأن مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصرى «مصر المستقبل» المزمع عقده فى شرم الشيخ فى مارس المقبل. وبما أن أبوظبى تستضيف عدداً كبيراً من الاقتصاديين ورجال الأعمال من مختلف بلدان العالم خلال أسبوع الاستدامة، فستكون هذه بالتأكيد فرصة للتواصل وتبادل الأفكار وتوجيه الدعوات للمشاركة فى المؤتمر بما يعزز من الفائدة المرجوة منه. يتزامن انعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل مع القمة العالمية للمياه، وكذلك معرض إيكوويست الذى يركز على آخر مستجدات وتحديات وفرص إدارة النفايات. كيف ترى دولة الامارات هذين الحدثين ودور مصر فى هذا الملتقي؟ أشير هنا الى أنه سوف يكون هناك مشاركة فعالة من قبل عدد من الوزراء والمسئولين المصريين فى مؤتمرات وفعاليات أسبوع ابوظبى للتنمية هذا العام، ونحن على استعداد لمناقشة مختلف سبل التعاون فى كافة المجالات التى تعود بالمنفعة والفائدة المشتركة على البلدين الشقيقين.