تعد شركة النصر للكيماويات الوسيطة احدى شركات جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة الرائدة فى مجال الصناعات الكيمائية وصناعة الأسمدة حيث أنشئت عام 1962 وتعد أقدم شركات الجهاز. قامت «الأهرام» بزيارة لمقر الشركة فى ابو رواش, والتقت مع اللواء أركان حرب مختار عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة الشركة. وفى بداية حديثه كشف عبد اللطيف عن عزم الشركة إقامة «9» مصانع كبرى لإنتاج الأسمدة بالمنطقة الصناعية بالعين السخنة موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى صدق على إقامة مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بمنطقة العين السخنة بطاقة إجمالية 2500 طن فى اليوم من الأسمدة الفوسفاتية والمركبة مما يساعد فى تنمية القناة والمساهمة فى تنمية محور قناة السويس، موضحا ان الرئيس طلب من القوات المسلحة إعداد دراسة لإنشاء مصانع تسهم فى حل أزمة الأسمدة والمساهمة فى سد حاجة المصريين من السلع الإستراتيجية، وقام الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على الفور بإصدار توجيهات لشركة النصر بإعداد الخطة اللازمة، وقمنا بإعداد الدراسات لاقامة المصانع وهى «مصنعان لإنتاج حامض الكبريتيك المركز بطاقة 3800 طن فى اليوم، ومصنعان لإنتاج حامض الفوسفوريك المركز بطاقة 1200 طن فى اليوم، ومصنعان لتركيز وتنقية حامض الفوسفوريك بطاقة 300 طن فى اليوم وهذا المصنع معد للتصدير فقط، بالإضافة لمصنع لإنتاج سماد «الداب» المحبب بطاقة 1200 طن فى اليوم ومصنع لإنتاج سماد «داب/ ماب» بلورى بطاقة 300 طن فى اليوم وأخيرا مصنع لإنتاج ثلاثى سوبر الفوسفات بطاقة 750 طنا فى اليوم. واشار الى ان تلك المصانع ستغطى احتياجات مصر بالكامل والفائض سيتم تصديره للخارج للدول العربية والإفريقية والأوروبية. وأضاف اللواء مختار أن الشركة قطعت شوطا كبيرا فى البدء فى إنشاء المصانع التسعة وقامت بانتخاب الأرض بالعين السخنة وتم إعداد كراسة الشروط والمواصفات وعرضها على الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال من خلال هيئة تسليح القوات المسلحة لتوريد الماكينات اللازمة للمصانع التسعة المقرر إنشاؤها، مؤكدا ان الشركة بدأت بالفعل فى مرحلة ما قبل التعاقد، مشددا على ان الرئيس طالب الشركة باختصار المدة الزمنية اللازمة لإقامة المصانع. وأوضح أن المشروع سيحقق زيادة فى الإنتاج الزراعى وتقليص استيراد السلع الإستراتيجية من الخارج وعلى رأسهم محصول القمح، بالإضافة إلى تحقيق مردود اقتصادى واجتماعى آخر بتوفير 1500 فرصة عمل مباشرة، و3 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، فضلا عن توفير 5 ألاف فرصة عمل خلال مراحل بناء وتشييد المصانع. وأضاف أن الشركة تجرى حاليا عددا من التوسعات بإنشاء المصنع الرابع لإنتاج الكلور بطاقة 85 طنا فى اليوم بما يعادل «25 الف طن فى العام» وهو يعادل إنتاج المصانع الثلاثة الموجودة بالفعل وسيتم تصدير جزء كبير من إنتاجه إلى دول حوض النيل لتعزيز العلاقات المشتركة، كما يتم إنشاء المصنع الرابع للإيروسولات «الخاص بالمبيدات» بطاقة 20 مليون «علبة» فى العام من الإيروسولات مختلفة الأنواع وسيتم افتتاحه فى يونيو القادم ليصبح إجمالى طاقة إنتاج الشركة 50 مليون علبة سنويا وذلك فى المجمع الصناعى بمنطقة أبو رواش بالجيزة، بالإضافة إلى مصنع الأسمدة الثانى لإنتاج أحادى وثلاثى سوبر الفوسفات المحبب بالفيوم بطاقة 150 ألف طن فى العام وسيتم افتتاحه فى أكتوبر القادم. وعن نشاط الشركة الحالى أوضح اللواء اركان حرب مختار عبد اللطيف ان الشركة لديها 22 مصنعا بالمقر الرئيسى بأبو رواش بالجيزة وكوم أوشيم بالفيوم وان المصانع يعمل بها ألفا عامل ومهندس من المدنيين برغم كون الشركة تابعة لجهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة، مضيفا: ننتج للقطاع المدنى جناحى صناعة مياه الشرب فى مصر وهما الشبه السائلة لتنقية المياه والكلور اللازم لتعقيم مياه الشرب ويتم توريده إلى 19 شركة من شركات مياه الشرب والصرف الصحى بمختلف محافظات الجمهورية، كما تنتج الصودا الكاوية السائلة والصلبة وهيبوكلوريت الصوديوم وحامض الهيدروكلوريك والتى تستخدم على نطاق واسع فى شركات المنظفات الصناعية ومصانع السكر ومحطات الكهرباء. كما تنتج الشركة الغازات الطبية والصناعية اللازمة للمستشفيات والمراكز الطبية وتقوم بتوصيل الأوكسجين الغازى والسائل والغازات الطبية الأخرى إلى 56 مستشفى ومركزا طبيا، كما تنتج الشركة غاز أكسيد النيتروز الطبى المستخدم فى عمليات التخدير وتقوم بتصديره إلى بعض الدول العربية مثل ليبيا والسودان، كما تقوم الشركة بإمداد شركات ومصانع الهيئة القومية للإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع والبترول بإجمالى 34 شركة من الغازات الصناعية المختلفة، بالإضافة إلى قيام الشركة بإمداد هيئة الإسعاف بالقاهرة والجيزة باحتياجاتها والتى تبلغ 30 ألف أسطوانة أوكسجين سنوياً وتمد الشركة المصرية لتجارة الأدوية ب8 آلاف أسطوانة سنويا. وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة أن الشركة تسهم فى دعم قطاع الصناعة فى مصر عن طريق إنتاج المبيدات الحشرية المنزلية الآمنة التى تسهم فى المحافظة على الصحة العامة للمواطنين ليغطى احتياجات السوق المحلية ويتم تصدير الفائض إلى دول عربية وأفريقية وأوروبية مثل السعودية والسودان وليبيا ورومانيا وسوريا ولبنان وتنزانيا وروسيا، وذلك بعد حصول الشركة على شهادات الأيزو 9001 الخاصة بتوحيد الجودة، والأيزو 14001 الخاص بمعايير سلامة البيئة، والأيزو 18001 والخاصة بالسلامة والصحة المهنية. وأوضح اللواء مختار عبد اللطيف أن الشركة تهتم بالعامل البشرى وتقوم بعقد دورات تدريبية على مدار العام فى مراكز التدريب المختلفة داخل مصر وخارجها، مشيرا إلى ان الشركة قامت بإرسال بعثة منذ عدة أسابيع للولايات المتحدةالأمريكية للتدريب على احدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا الحديثة فى مجال صناعة الكيماويات. وحول مجمع كوم أوشيم بالفيوم قال اللواء عبد اللطيف أن جميع المصانع تعتمد على توليد الطاقة الكهربائية ذاتيا للمصانع باستخدام الطاقة الناتجة عن حرق الكبريت بمصنعى حامض الكبريتيك والتى تصل إلى درجة حرارة 1050 درجة مئوية تستخدم فى إنتاج البخار اللازم لتشغيل 2 توربينة بخارية بطاقة 10.4 ميجا وات/ ساعة، وبذلك يتم توفير تلك الأحمال الكهربائية للدولة، وأضاف أن الشركة لديها معامل لتحليل مكونات التربة للوقوف على احتياجات التربة من الأسمدة اللازمة لزيادة خصوبتها. وأشار عبد اللطيف إلى أن الشركة تسهم فى توفير رغيف الخبز للمصريين عن طريق إنتاج مادة أحادى وثنائى فوسفات الأمونيوم والتى يتم تصنيع «الخميرة» اللازمة لصناعة الخبز، بالإضافة إلى دورها الكبير والأساسى فى توفير كوب ماء نظيف للمواطنين بإنتاج مادتى الكلور والشبة السائلة اللازمتين لتنقية وتعقيم مياه الشرب. وأكد اللواء مختار أن الشركة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة تراعى عند تصميم المصانع الحفاظ على سلامة البيئة ومنع اى انبعاثات ضارة من المصانع والتوافق مع الاشتراطات البيئية طبقا للمعايير العالمية حيث قامت الشركة بإنشاء محطة متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصناعى مما ينتج عنه معالجة مياه الصرف الصناعى بالكامل بطاقة 70 مترا مكعبا فى الساعة، بما يتيح إعادة تدوير المياه واستخدامها فى الصناعة ورى المساحات الخضراء مع عدم الصرف نهائيا على شبكة الصرف العمومية للمنطقة الصناعية. وقال رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة فى نهاية اللقاء انه يحسب للشركة ان عجلة الإنتاج بمصانعها لم تتوقف يوما واحدا خلال الأحداث التى شهدتها مصر خلال ثورتى 25 يناير 2011, و30 يونيو 2013, بل كانت معدلات انتظام رجال الشركة من العسكريين والمدنيين أكثر من المتوقع وكانت الشركة حريصة كل الحرص على الا تقل معدلات انتاج الكلور والشبة لضمان تدفقهما لتحقيق استمرار وانتظام العمل داخل محطات مياه الشرب على مستوى الجمهورية وكذا تأمين وصول عربات الأكسجين السائل الى كافة المستشفيات لتأمين انتظام العملية الطبية إيمانا منا بأن هذا هو جزء من واجبنا تجاه الشعب المصرى العظيم. وقدم اللواء مختار فى نهاية حديثه الشكر والتحية لرجال شركة النصر للكيماويات الوسيطة لما يقدمونه من جهد من اجل هذا الوطن العزيز.