احتفلت وزارة الخارجية ومعهد الدراسات الدبلوماسية بتخريج دفعة جديدة من الملحقين الدبلوماسيين لديها وسط حضور عدد من وزراء الخارجية السابقين ومساعدى وزير الخارجية الحاليين، وعلى الرغم من أن هذا الاحتفال يعد تقليديا من عام الى عام، الى أن ما يميز هذه المره ما المح اليه وزير الخارجية سامح شكرى فى كلمته، عن الدفعة «47» - دفعة السفير الدكتور مصطفى الفقى - حين قال أن البيئة الدولية الجديدة أصبحت تفرض على الدبلوماسى أن يكون متعدد المواهب بما يمكنه من الإقناع والتواصل مع مختلف الأطراف فى إطار من المؤسسية والمهنية، بالإضافة إلى دوره فى رعاية مصالح المصريين فى الخارج، بما فى ذلك أعباء ومسئوليات جديدة تشمل الإشراف على الانتخابات التى يتم تنظيمها فى سفاراتنا فى الخارج، فضلاً عن ضرورة الإهتمام بدور المواطن المصرى فى الخارج فى دعم الاقتصاد والاستثمار فى وطنه الأم، كما أن الدبلوماسى المتميز لا يعمل بمعزل عن مجتمعه، فالتحديات الراهنة تفرض ضرورة التنسيق والتفاعل بين الدبلوماسية ومنظمات المجتمع المدني. وكانت تلك الكلمات إشارات واضحة للدفعة " 47 " التى تدرك أن عليها دور مختلف وجديد عن سابقيهم، فالغالبية منهم سيلتحقون بالعمل فى سفارات مصر فى القارة الإفريقية، فى وقت كانت ولازالت تعانى مصر فيه من غياب كبير فى هذه الدول، ومنهم من يُعتمد فى دولة ويباشر عمله من أخري، فضلا عن الدور الإجتماعى الذى سيلعبونه فى تغيير الصورة الذهنية للمواطن المصرى فى الخارج عن عمل الدبلوماسيين. ولعل مدير المعهد الدبلوماسى الدكتور السفير هشام النقيب المح فى كلمته امام الحضور لكثير من النقاط المهمة التى يجب أخذها فى الحسبان للدفعات القادمة وأقربها الدفعة «48» والتى أطلق عليها اسم وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط ؛ أن توجيهات وزير الخارجية هى تطوير أسلوب الدراسة ومنهجية العمل بالمعهد؛ وأن هناك ضرورة لتشكيل لجنة تختص بوضع منهج علمى ودراسى دائم للدارسين فى المعهد، يتم تشكيلها من الأكاديميين المتخصصين فى مجال الدبلوماسية والشئون الدولية، مع الاستعانة بالدبلوماسيين من ذوى الخبرات الأكاديمية؛ سعيا إلى رفع القيمة الأكاديمية للمعهد؛ وبحث إمكانية الحصول على شهادة معتمدة تتيح لحاملها فرصة استكمال دراسات عليا فى مجالات السياسة والاقتصاد. والجدير بالذكر أن آلية العمل داخل المعهد تعكس توجهات السياسة الخارجية المصرية حيث التعددية وأهمية الانفتاح على المدارس الدبلوماسية المختلفة، فى ظل ظهور بوادر جديدة للنظام الدولى وتنوع عواصم العالم بين الشرق والغرب. وفى نهاية الحفل تم عرض فيلما يُبين المراحل التى مروا بها الملحقين الجدد من لحظة التحاقهم بالمعهد وحتى التخرج، لينتهى بحلف اليمين فى نهايته فى شكل رائع وجهد ملحوظ، وهو ما لم يحدث فى السابق، وسلمهم الوزير شكرى شهادات التخرج والتقدير ليبدأوا عملهم العام. ليبدأ المعهد ومديره هشام النقيب من جديد، العمل على اعداد الدفعة القادمة التى كرم فيها اسم الوزير السابق أحمد أبو الغيط، ليكونوا عنوانا لمصر.