بعدما اصطلى العالم بنار الحرب العالمية الأولى نادى المصلحون بأن السلام لايمكن تحقيقه إلا فى ظل منظمة دولية وتردد الصدى فى كل النواحى فكانت عصبة الأمم أول منظمة دولية عالمية فى 1919 ، غير أنها فشلت فى تحقيق الآمال المعقودة عليها بقيام الحرب العالمية الثانية ، وكان اجتماع أبريل عام 1946 الاجتماع الأخير للجمعية العامة لعصبة الأمم وفيه تم تصفيتها وتسليم ممتلكاتها للمنظمة الجديدة» الأممالمتحدة » فهل كانت أسعد حالا من سابقتها أم تورطت فيما وقعت فيه العصبة؟ أرى أن منظمة الأممالمتحدة لم تحقق أيا من الأهداف التى احتواها ميثاقها من تحقيق المساواة بين الدول وحسن النية فى تنفيذ الالتزامات الدولية وفض المنازعات بالطرق السلمية وعدم استعمال القوة فى العلاقات الدولية ، بل أزيد أنها ورثت فشل عصبة الأمم من أول يوم حكرت فيه حق الاعتراض «الفيتو» على الدول الخمس الكبارأصحاب المقاعد الدائمة فى مجلس الأمن فلم تحقق المساواة بين الدول الأعضاء وفتحت الباب لازدواجية المعايير وضاعت حقوق وتفككت دول مثل العراق وسوريا ولم تستطع المنظمة العالمية حل كثير من المشكلات على مدار عمرها الممتد منذ سبعين عاما مثل مشكلة جبهة «البوليساريو» بين الجزائر والمغرب ، وما زالت قضية فلسطين الأهم فى العالم تشهد على فشل المنظمة فى تحقيق المساواة بسبب هذا الباطل المسمى حق الفيتو الذى تستخدمه أمريكا كلما اقتربت القضية من الحل. الإرهاب يجتاح العالم ولم تنجح الأممالمتحدة فى إيقافه حتى أصيب الرأى العام العالمى بفتور منها وامتدت العدوى إلى الحكومات فلم تعد تثق بها وتفضل علاج مشاكلها بعيدا عنها . العالم يتغير وهى محلك سر وقد آن الأوان لإقامة منظمة عالمية ثالثة على أنقاض هذه المنظمة التى لايدفع كثير من أعضائها مصاريف عضويتها فليفكر العالم فى شىء آخر ونحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة ،فيا خفىَ الألطاف نجِنا مما نخاف. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى