الحمد لله أن بوش وديك تشينى ليسا فى الإليزيه وأنه لايوجد فى باريس متعطشون للحرب كوزير الدفاع الامريكى الأسبق تدونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز ولاوزير إمّعة فى وزارة الخارجية يقول أنا خدعت ككولن باول ولا محافظون جدد ودعاة حروب. توجد فى بعض دول اوروبا تقوى عنصرية ليست فى مستوى خطورة المحافظين الجدد التى لاتفترق فى ضيق أفقها عن قوى العنف عندنا التى تؤمن بأن لها رسالة عالمية عليها واجب فرضها بأى وسيلة وبأى ثمن.اوروبا وقفت كلهات متضامنة مع الضحايا ومع حرية التعبير ورفعت نفس العبارة «أنا شارلي» Je suis Charlie التى انتشرت فى كثيرمن العواصم بالفرنسية أولا ثم بلغات عديدة منها العربية.. اوروبا خاضت حروبا عديدة غير عادلة واستعمرت واستوطنت وأثرت وأفقرت مستعمراتها ولكنها فى الوقت الحاضر أنسنت وتعقلنت ومنها دول كفرنساوالمانيا اللتان رفضتا عام 2003 مشاركة امريكا فى عدوانها على العراق. القتل لصحفى أو لرسام كاريكاتير كما حدث تفى مجلة شارلى ابدو فى باريس فى 7 يناير الأسود غير مبرر فمهما تجاوز هؤلاء فإن عقوبة القتل ليس فى أى شريعة وليس من حق أى شخص أن ينفذ قانونه هو بيديه. هؤلاء عميان ككراهيتهم ولو لم يكونوا كذلك لما قتلوا 42 بريئا فى صنعاء وجرحوا 71 لاخصومة لهم معهم فى نفس اليوم التى ارتكبت فيها جريمة باريس.مانعمله يصب فى مصلحة قوى العنصرية وحلفاء إسرائيل فى اوربا ، وهاهى السيدة مارلين لوبن المرشحة الرئاسية السابقة عن الجبهة الوطنية تقول نحن في حرب مع الإسلام الراديكالى وتربط بين ماحدث فى مجلة شارلى ابدو وبين الاسلاموية وتحرض فرنسا على أن تخوض حربا ضد الأصوليين الإسلاميين لأنهم فى حرب ضد فرنسا. وفى المانيا ستجد منظمة بيجيدا العنصرية سلاحا آخر تشهره لمناهضة ماتزعمه عن أسلمة اوروبا. بعمل مشين كهذا نفقد أصدقاء فى 2 يناير كتبت اللوموند تقريرا عن طلب فلسطين الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية عززته بصورة أطفال يحملون علما فلسطينيا ضخما وبصورة أخرى لثلاثة أطفال يجلسون على أنقاض بيت مهدم فى منطقة فى غزة تدمرتها إسرائيل بالكامل وبصورة ثالثة لنيتانياهو بتقاطيع وجه قدت من صخريعبر عن تحد للفلسطينيين وللعالم كله.لو كان هؤلاء العميان يعيشون ويتفاعلون مع مجتمعهم ويقرأون لمنعهم ذلك من ارتكاب جريمتهم البربرية. إن الإعلام الفرنسى أشتات ومنه من يؤيد قضايا العرب وحق المسلمين فى فرنسا فى مواطنة متساوية ومشاركة فى الحياة السياسية وإنهاء التهميش ولكن الإرهابيين ومن رضعوا من ثدييه الكراهية لايقرأون إلا كتب التحريض على القتل التى تجعله جزءا من الدين ومصدرها معروف ولكن لايجرؤ أحد على توجيه إصبعه إليه القتلة هم من بنى جلدتنا ومن أتباع ديانتنا المخطوفة وقد فتحوا الباب على مصراعيه لمن يريد النيل منا ثقافة وقضايا لأن بعض وسائل الإعلام الغربية لم تجد ماتصف به جرمهم سوى عبارة «الهجوم الإسلامي» ولهذه التسمية تداعياتها الخطيرة الآن وغدا وأرجو ألا يهون أحد منها فقد يأتى يوم للحساب . الآن يؤسلم البعض كل الشرور الصادرة من فئة باغية وهو ما لايحدث إذا قتل مسيحى هندوسيا والعكس. فى أحداث 11/9 فى نيويورك و7/7/ 2005 فى لندن كان من بين الضحايا مسلمين لأن المجتمعات الغربية متعددة الأجناس واللغات والثقافات والأديان وقد عبر عن هذا التنوع وزير خارجية بريطانيا الراحل روبن كوك قائلا لم يعد طبق المسالا طبقا هنديا وفى بريطانيا وغيرها توجد دور عبادة لكل الأديان وفى النرويج يخصص أستاذ لتدريس ابنك أو إبنتك لغته حتى لانقطع صلتهما بثقافتهما . الفرنسيون يشيدون بضابط الشرطة أحمد مرابط أكثر من زميله المسيحى وقد وصفته صحيفة فرنسية بست الضابط المسلم الشجاع الذى مات وهو يدافع عن الأبرياء من قبل الذين يزعمون أنهم يمثلون الإسلام لاحظ هذه اللغة الإيجابية فى رفض تمثيل هذه الفئة الباغية للإسلام. وليس مبالغة القول بأنه لو تبذل العدو مجهودات خرافية لتشويهنا لما نجح كما نجح هؤلاء المجرمون. صورتنا تتشوه أكثر ليس فقط بسبب ما حدث فى باريس بل بما يحدث فى اليمن وسيناء والعراق وسوريا والصومال والجزائر وليبيا من أبناء نفس المدرسة الإرهابية وهنا سيفشل أى دفاع عن تسامحنا ووسطيتنا وسلميتنا، وأن ديننا دين الرحمة لأن القتل بدم بارد حدث يومى يهزم كل منطق دفاعي. لقد اختلف العرب فيما بينهم ونشبت الحرب العربية الباردة وتحاربت مصر مع السعودية فى اليمن فى ستينيات القرن الماضى وإختلف المغرب مع الجزائر حول الصحراء الغربية ولكن أى منها لم ترسل قنابل وألغاما بشرية لقتل مواطنى البلد الآخرسواء فى أراضيها أو خارجها لأن أخلاقا وقيما سادت ورشدت الخلافات. وإختلفنا مع الغرب الذى ساند إسرائيل منذ نشأتها توفى حربى 1967 و 1973 ولكننا تلم نفكر بقتل أحد من بنيه فى شوارعه أو فى شوارعنا ولم نعلن تكفيره لأن مواطنيه حملة كتاب مقدس وأتباع دين سماوى لايكمل ديننا إلا بالاعتراف به . لغة الكراهية تجديدة على الخطاب الإسلامى وهى مدسوسة عليه توتستخرج من مراجع كتبها أصحابها قبل مئات السنين فى ظروف الحروب الصليبيةت أو فى بيئة تصحراوية معزولة عن العالم تيستأسد تسدنتها بالثروة وتبرر ماقاله تبابا تالفاتيكان وهو يدين ماحدث فى باريس زأوقفوا انتشار الكراهية وأنا أقول أوقفوا تعليمها. قيل الكثير بعد أحداث 11/ 9 عن مناهج التعليم العربية والإسلامية ومن الذين فجعوا بمحتوياتها مهاتير محمد الذى قال أن هناك من اختطف المدرسة وهو يعلق على مدارس باكستان التى خرّجت أجيالا من الإرهابيين وكان من قياداتها شخصيات يمنية وفلسطينية ومصرية وسعودية وباكستانية .الدعاء لقتل جيل بعد جيل من أبناء الغرب فى منطقتنا صدحت به مايكرفونات مئات المساجد فى أكثر من قطر عربى ومسلم بوعى أو بالمسايرة. نحن وليس غيرنا من يمد التطرف الاوروبى بسلاح لايملكه وماحدث فى باريس ضد قلم وضد ريشة لايخدم الإسلام ولا الأقليات العربية والمسلمة فى اوروبا . فرنسا رفضت الإرهاب ليس بلغة الكراهية بل بالشموع والاحتشاد فى الشوارع برغم البرد القارس وتضامنت معها عواصم غربية أما عواصمنا فكالعادة ليست معنية بشئ. كل هذا يجرى هنا وهناك باسم الإسلام. ولو قلنا إن الإسلام من هذا الإرهاب براء فلا نقول جديدا ولكن المشكلة أن لاأحد أصبح مستعدا لشراء هذه البضاعة. نحن حقا فى مأزق دينى وأخلاقى، وعندما نستنكر وندين لاننسى أن نعبر عن تأييدنا لحق التعبيرعندما لايكون سيئ القصد وذا بعد واحد. كاتب يمنى وسفيرسابق للجامعة العربية فى الهندوبريطانيا لمزيد من مقالات على محسن حميد