بدأت الحكاية ببعض الرسوم الساخرة التى لم تراع قدسية الأديان وانتهت بمذبحة راح ضحيتها أكثر من 12 شخصا من العاملين فى صحيفة شارلى ابدو اليسارية الساخرة..رسوم سخرت من رسول المسلمين عليه الصلاة والسلام ومرت الأيام لتجد إدارة المجلة مبناها محاصرا بالرصاص فى قلب باريس عاصمة النور. هذا الصراع الازلى بين الكلمة والرصاصة انهى حياة عدد من الرسامين والصحفيين فى دقائق معدودة..منذ سنوات والعقلاء فى هذا العالم يطالبون الصحافة بأن تكون منابر للخير والمحبة بين الشعوب رغم اختلاف الأديان والمعتقدات ولكن الرغبة فى الأضواء والانتشار وإثارة الرأى العام جعلت البعض يستهين بالعقائد والأديان حدث هذا فى الدنمارك وايطاليا واسبانيا وفرنسا ولم يلتفت احد إلى دعوات التعقل والحكمة وكانت النتيجة أن زحفت حشود الإرهاب إلى عاصمة النور لتعلن للعالم أن الإرهاب قادم إلى أوروبا وانه لم يعد قاصرا على دول تم تخريبها..لا احد يعلم من أين جاء هؤلاء وكيف دخلوا فرنسا وهل هم من الشرق أم من الغرب بعد أن اتجهت أعداد كبيرة من الشباب من دول أوروبا وانضمت إلى تنظيم داعش فى سورياوالعراق وليبيا ولا احد يدرى هل هم مواطنون غربيون قرروا الانتقام من أوطانهم أم أنهم من أبناء الضحايا فى دول المشرق العربي.. كان شيئا غريبا أن تتجه أعداد كبيرة من شباب أوروبا وتعلن أمام العالم انها مع داعش التى تحارب العالم تحت راية الاسلام وامتدت معاركها لتصل إلى العاصمة الأشهر وهى باريس لقد اهتزت أركان الغرب فى عملية باريس ومازالت الطائرات تقصف العواصم العربية فى محاربة الإرهاب دون أن يجيب احد عن هذا السؤال من الذى ضرب بغداد وأطاح بمؤسسات دولة عريقة اسمها العراق ومن الذى هدم كل شىء فى سوريا ومن شرد الشعب الليبى ومن قدم السلاح والدعم لقوى التطرف والإرهاب، إن جريمة باريس ليست الأولى ولن تكون الاخيرة لأن الإرهاب لا وطن له ولا دين ولا عقيدة وفى ظل غياب العدالة وموت الضمائر وحقوق الإنسان يصبح القتل صاحب دولة وقرار. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة