كأنهم قطعوا قسم علي أنفسهم بأن يرحلوا عن الحياة معا مثلما عاشوا سنوات الحلم والانتظار المحفوفه بالشقاء تارة والسعادة تارة أخري.. وفي مشهد رهيب لقيت الأسرة الصغيرة مصرعها وانقطعت جذورها من باطن العائلة ولم يتبق منهم سوي ذكري أليمة ثبعث الآسي في النفوس وتنشر رائحة الحزن في كل قري محافظة البحيرة. اختلطت أجساد الأب وزوجته وأطفاله الثلاثة بين ألسنة اللهب وعجز عن إنقاذ فلذات الأكباد من ألسنه النيران التي كانت ترعي في جسده إلا انه تناسي آلامه وفكر في انتشال فلذات الأكباد ولكن دون جدوي فقد حاصرت النيران الأجساد الخمسة من كل جانب ولم يستطع أحدا الفرار وتم تقديم أجسادهم قربانا للنيران التي لم ترحم صرخات الأبرياء وعويل الأم ونحيب الأب . تسارع الأهل والجيران لإنقاذ العائلة من الموت حرقا عندما شاهدوا ألسنه اللهب تتطاير من نوافذ منزل عثمان عبده عثمان وكانت المفاجأة التي كادت تزهق أرواح الجميع هي العثور علي خمس جثث متفحمة وقد تاهت ملامحها في حادث مأساوي وسط ذهول أهالي قرية (كفرالحاجة) بايتاي البارود وأخطرت النيابة التي قررت دفن الجثث . كان اللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية قد تلقي إخطارا من الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة حيث كشفت التحريات أنه أثناء قيام الضحايا بتشغيل المولد الكهربائي (للتدفئة) أدي إلي انتشار أكسيد الكربون مما ساعد في احتراقهم أثناء نومهم فلقوا حتفهم في الحال، والضحايا هم عثمان عبده عثمان 33 عاما " سباك" وزوجته عزة بسيوني 30 عاما وأولادهما أحمد 5 سنوات ومحمود 13 عاما وشهد 9 سنوات حالة من الذهول والصدمة أصابت أهالي قرية كفر الحاجة بايتاي البارود بالبحيرة والتي شهدت الحادث الأليم الذي راح ضحيته أب وأم وثلاثة أطفال. ويقول هادي عمران مدير المدرسة الإعدادية المشتركة بقرية "كفر الحاجة" وقريب الأسرة أن أهالي القرية استيقظوا علي هذه الفاجعة المؤلمة وهذا المصاب الجلل وعاشوا يوما حزينا لم تشهده القرية من قبل، الجميع يعتصره الألم والحزن الشديد علي هذا الفراق المفاجئ وتلك المأساة الإنسانية التي أدمت قلوبنا جميعا فقد كان الحاج عثمان رحمه الله يحتل مساحة كبيرة من الاحترام والتقدير ومحب لوطنه وعمله أما زوجته الحاجة عزه بسيوني فكانت تتصف بالعطاء والوفاء وعفة الطبع . وأكد أنه تم عمل جنازة شعبية للأسرة شارك فيها محافظ البحيرة اللواء مصطفي هدهود واللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية، وقال أن هذه الأسرة ستبقي في الذاكرة حية في قلوب أهالي القرية .