عندما تقترب منه تشعر بمدى تركيزه وهو يستخدم قلم الحفر المعدني لنحت أحرف الأسماء على خامة الختم المصنوعة من النحاس. إنه الحاج عبد الفضيل محمد توفيق الذي يعمل بهذه المهنة التي ورثها عن والده، منذ ثلاثين عاماً. أشهر صناع الأختام فى مدينة قوص بمحافظة قنا. مهنة فى طريقها للانقراض خاصة مع ارتفاع نسبة التعليم عن ذي قبل ، ليصبح استخدام الختم قاصراً على قلة من كبار السن الأميين الذين يستخدمونه للتوقيع على المستندات ، لأنهم لا يستطيعون كتابة أسمائهم. وعلى الرغم من قلة الطلب علي هذه المهنة وقلة العائد المادي منها إلا أنه لا يستطيع اعتزالها ، لأنه يعتبرها مهمة إنسانية، فعادةً ما يلجأ إليه الفقراء ممن لا يعرفون القراءة والكتابة أو ذوو العاهات، فقد يكون الكفيف متعلما ولكنه لا يستطيع التوقيع. أما الأجيال الجديدة فترفض تعلم الحرفة لضعف مقابلها المادي وصعوبة تعلمها وإتقانها.