أصبح إيجاد شغالة هذه الأيام من رابع المستحيلات .. بعد ان اصبت باليأس فى ايجاد واحدة تستمر معي وتكون شاطرة وبنت حلال.. فقد دخل بيتى منهن الكثير وكل واحدة اسوء من سابقتها ..أما الست هاله آخرهن والتي اهدتني بها إحدى صديقاتي فكانت بمثابة الشرارة التي فجرت البركان الخامد داخلي وشربت منهن الامرين واكثر .. لم تكن هاله تعرف طريق بيتي من قبل وعندما سألتها هتعرفي توصلي؟ أجابت متقلقيش انا قردة! !وصلت هاله وطرقت بابى وحين رأيتها حسبتها غلبانة تسعي علي اكل عيشها والستر ،،ولكن الحقيقة كانت غير ذلك بالمرة ..فى البدايه وجدتها بالفعل مثل القردة في شطارتها وتنظيفها فهي اسرع من زوبه اللهلوبة ..ولا ادري من اين يأتين بهذه القوة؟ ! فبرغم اننا نعتني بصحتنا اكتر منهن الا اننا لا نقدر علي مثل هذه الاعمال الشاقة ،،ولكنه توفيق الله للقمة العيش ..وأخذت هاله تستعرض أمامى قدراتها الخارقة»كسوبر مان» ثم بدأت تلقي علي طلباتها ..فبعد ان اعددت لها الافطار نظرت الي وقالت اومال فين النسكافيه؟ إذ أن الهانم صاحبة مزاج ولابد ان تشربه ساخنا !! وتوالت الطلبات.. اعطيني هذا ..غيري المياه..حتي وجدت نفسي مساعدة الست الشغالة ،،وفجأة جاءها تليفون علي هاتفها المحمول فإذا بها تجلس علي اريكة الصالون ثم اضجعت ووضعت رجلا فوق الاخري بمنتهي «التناكه»واخذت تتحدث وصوتها يرتفع وكأن منزلها ،، وطالت المكالمة وانا استشط غضبا ولم اتمالك نفسي فصحت عليها ياللا ياهاله ورانا شغل كثير !! فوجدتها تلعن الزمن الذي أحوجها للعمل ..وأخيرا انتهت المكالمه وانا لا اطيق الهانم الشغاله واريد ان ارميها من البالكونه التي لاتزال تنفضها ولكنى قررت كظم غيظي حتي ننهي وجع الرأس هذا فشقتي لا زالت مقلوبة رأسا علي عقب ،، وحين شعرت هاله انني قد سئمت طريقتها اخذت تحدثني عن ظروفها الصعبة وكيف انها جاءت من الصعيد هي وزوجها واولادها ولم تكن تملك اللضي؛ اما الان فهي تسكن في شقة تمليك بإحدى العمائر التي بها اسانسير.._ عمارة فخمة يعني على حد قولها _! كما بنت بيتا فى بلدهم وكمان جابت تروسكل لابنها ليعمل عليه ،،بينما انا الفقيرة الي الله اسكن بالايجار وليس لدي اي املاك !!..وعلمت وقتها انني اخطأت في تقديري لها من البداية.. فحين عرضت عليها ملابس رفضت فعندها جوال ملابس احسن من هذه! وكذلك الطعام فهو الاخر يرمي من كثرته! !وكدت اجن من هذه المرأة اذن لماذا تعمل فى البيوت ؟ ! وجاءتني الاجابه علي الفور حين انهت عملها ولمت هدومها وطلبت اجرتها .._وياللا العجب_ إنها فقط مائة وخمسون جنيها..! حينها اصابتني الخيبة وهزمني اليأس واخذت اندب حظي علي سنوات عمري التي قضيتها في التعليم فالحقيقة ان هاله واخواتها هن الهوانم بحق في ايامنا هذه! ! اعطيتها اجرتها وأغلقت الباب خلفها و انا أردد آااه يا شقى عمرى !